اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 372
المبحث الثالث
أهم الدروس والعبر والفوائد أولاً: من معالم السياسة الخارجية في دولة الصديق:
رسمت خلافة الصديق - رضي الله عنه - أهدافًا في السياسة الخارجية للدولة الإسلامية، والتي كان من أهمها:
1 - بذر هيبة الدولة في نفوس الأمم الأخرى:
فقد حقت سياسة الصديق هذا الهدف بطرق عديدة، منها:
أ- وصول أخبار الانتصارات التي أيد الله بها الأمة المسلمة في حروب الردة، مما ساعد على وأد هذه الفتنة وتثبيت أركان الدولة، ومثل هذه الأخبار تصل إلى الدول المجاورة، وبخاصة إذا كانت تتابع أنباء الدول الإسلامية وترقب حركتها وترى فيها خطرًا جديدًا، وللفرس والروم في ذلك الوقت قدرة على معرفة الحوادث والأمور، فلما وصلت أنباء المرتدين وثبات الناس على الدين أدركت الدولتان أن بنيان هذه الأمة الجديدة يستعصي على المؤامرات ويتجاوز المحن والابتلاءات، وهذا له وقعه في نشر هيبة دولة الإسلام.
ب- جيش أسامة: ظهر لجيش أسامة الذي أنفذه الصديق أثر بالغ في نشر هيبة الدولة الإسلامية، وقد جعل الروم يتساءلون عن الجيش الذي حاربهم وعاد منتصرا إلى عاصمة دولته، فامتلأت قلوبهم فزعًا حتى حشد هرقل عشرات الألوف من جيشه على الحدود، فقد نقلت تلك الأخبار إلى بلاد كسرى وتناقلها الناس، مما كان له الأثر في نشر هيبة المسلمين في قلوب هذه الدول [1].
2 - مواصلة الجهاد الذي أمر به النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
قام الصديق بمواصلة الجهاد لتأمين الدعوة ووصولها للناس، فجهز الجيوش وندب الناس للخروج إلى الجهاد في سبيل الله لنشر دعوة الحق وإزاحة الطواغيت الذين رفضوا [1] تاريخ الدعوة إلى الإسلام: ص 260.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 372