اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 363
فرقة المؤخرة: مؤلفة من خمسة آلاف مقاتل (خمسة كراديس) بقيادة سعيد بن يزيد، ومهمتها قيادة الظعن «الأمور الإدارية»، وكان القاضي «أبو الدرداء»، وعلى الأقباض
عبد الله بن مسعود ومهمته تأمين الأمور الإدارية والإعاشة وجمع الغنائم، والقارئ المقداد بن الأسود وكان يدور على الناس ويقرأ سورة الأنفال وآيات الجهاد لرفع المعنويات، وخطيب الجيش أبو سفيان بن حرب وهو يطوف على الصفوف [1] يحث الجند على القتال، والقائد العام خالد بن الوليد في الوسط وحوله كبار الصحابة، وأعد الجيش الإسلامي بقيادة خالد بن الوليد في الوسط لكل شيء عدته، وأخذ كل قائد من القواد يمر على جنده ويحثهم على الجهاد والصبر والمصابرة، ورأى قادة المسلمين أن هذه المعركة هي معركة يتوقف عليها نتائج كبرى وأنها الحاسمة، وكان خالد يعلم أنه إن رد الروم إلى خندقهم فسيظل يردهم وإن هزموه فلن يفلح بعدها؛ أي أن هزيمة الروم في هذه المعركة تعني هزيمتهم في أرض الشام كلها وتفتح أبواب الشام على مصراعيها للمسلمين دون حواجز ولا عراقيل، والانطلاق منها إلى مصر, فآسيا وأوربا [2].
التعبئة الإيمانية:
ولما تراءى الجمعان وتبارز الفريقان وعظ أبو عبيدة المسلمين، فقال: عباد الله،
انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، فإن وعد الله حق. يا معشر المسلمين: اصبروا، فإن الصبر منجاة من الكفر ومرضاة للرب ومدحضة للعار، ولا تبرحوا مصافكم ولا تخطوا إليهم خطوة ولا تبدءوهم بالقتال وأشرعوا الرماح واستتروا بالدرق والزموا الصمت إلا من ذكر الله في أنفسكم، حتى آمركم إن شاء الله تعالى. وخرج معاذ بن جبل على الناس فجعل يذكرهم ويقول: يا أهل القرآن ومستحفظي الكتاب، وأنصار الهدى، وأولياء الحق: إن رحمة الله لا تنال وجنته لا تُدخل بالأماني, ولا يؤتي الله المغفرة والرحمة الواسعة إلا الصادق المصدق، ألم تسمعوا لقوله تعالى: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} [النور: 55]، فاستحيوا رحمكم الله من ربكم أن يراكم فرارًا من عدوكم وأنتم في قبضته، وليس لكم ملتحد من دونه ولا عز بغيره.
وقال عمرو بن العاص: يا أيها المسلمون: غضوا الأبصار واجثوا [1] البداية والنهاية: 7/ 8. [2] العمليات التعرضية والدفاعية عند المسلمين: ص 164.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 363