responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 336
المبحث الثاني
فتوحات الصديق بالشام
تمهيد:
كان اهتمام المسلمين بالشام منذ زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ حيث كتب إلى هرقل عظيم الروم كتابًا يدعوه إلى الإسلام، وكتب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى الحارث بن أبي شمر الغساني ملك غسان بالبلقاء [1] من أرض الشام، وعامل قيصر على العرب يدعوه إلى الإسلام، فأدركته العزة بالإثم فأراد أن يغزو رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأتاه أمر من قيصر ينهاه عن ذلك، وأرسل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جيشًا بقيادة زيد بن حارثة فاستشهد في مؤتة هو وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وتولى بعدهم خالد ابن الوليد الذي قام بمناورة عسكرية ناجحة تركت أثرًا بعيدًا في نفوس أهالي تلك المناطق. ونستطيع أن نقول إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بتلك الغزوة وضع أسسًا وقطع خطوة نحو القضاء على دولة الروم المتجبرة في بلاد الشام، وهز هيبتها من قلوب العرب، وحمس المسلمين للاستعداد المعنوي والمادي لإتمام بقية الخطوات المباركة، بل قاد غزوة تبوك بنفسه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
ومن خلال الاحتكاك الميداني استطاع المسلمون أن يتعرفوا على حقيقة قوات الروم ومعرفة أساليبهم في القتال، وأعطت تلك الغزوات الفرصة لأهالي بلاد الشام على أن يتعرفوا على أصول هذا الدين ومبادئه وأهدافه، فآمن كثير من أهالي تلك البلاد واستمر الصديق على المنهج الذي وضعه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولذلك أصر بعد وفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على إنفاذ جيش أسامة. ولما عقد الصديق الألوية من ذي القصة عقد منها لواءً لخالد بن سعيد بن العاص ووجهه إلى مشارف الشام، ثم أمره أن يكون ردءًا للمسلمين بتيماء [2]، لا يفارقها إلا بأمره ولا يقاتل إلا من قاتله، فبلغ خبره هرقل ملك الروم فجهز جيشًا من العرب التابعين للروم من بهراء وسليح وكلب ولخم وجذام وغسان، فسار إليهم خالد بن سعيد فلقيهم على منازلهم فافترقوا، وأرسل هو لأبي بكر بالخبر فكتب إليه يأمره بالإقدام، وأن يزحف على الروم قبل تنظيم صفوفهم، ونصحه أن يحافظ على خط رجعته وأن لا يتوغل كثيرًا في بلاد العدو، وجاء في جواب الخليفة

[1] البلقاء: من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، عاصمتها عمان.
[2] تيماء: بلدة في أطراف الشام بين الشام ووادي القرى.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست