اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 283
«الحدائق»، فشد عليهم بالسيف فاكتنفوه بالحجارة، وأجال السيف على حلقة فقطع أوداجه «عروق رقبته»، فسقط في بئر فمات [1]، فهذا مثال على عناد الجاهلية في الدفاع عن باطلها [2].
2 - قدوم وفد بني حنيفة على الصديق:
ولما قدمت وفود بني حنيفة على الصديق قال لهم: أسمعونا شيئًا من قرآن مسيلمة فقالوا: أو تعفينا يا خليفة رسول الله؟ فقال: لا بد من ذلك، فقالوا: كان يقول: يا ضفدع بنت الضفدعين، نقي لكم تنقين، لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين، رأسك في الماء وذَنَبك في الطين. وكان يقول: والمبذرات زرعًا، والحاصدات حصدًا، والذاريات قمحًا، والطاحنات طحنًا، والخابزات خبزًا، والثاردات ثردًا، واللاقمات لقمًا، إهالة وسمنًا. ويقول: لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر، ريفكم فامنعوه والمعتر فآووه، والناعي فواسوه. [3] وذكروا أشياء من هذه الخرافات التي يأنف من قولها الصبيان وهم يلعبون، فيقال: إن الصديق قال لهم: ويحكم أين كان يذهب بعقولكم؟ إن هذا الكلام لم يخرج من إل [4] ولا بر.
وذكر علماء التاريخ أنه كان يتشبه بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وبلغه أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بصق في بئر فغزر ماؤه، فبصق في بئر فغاض ماؤه بالكلية، وفي أخرى فصار ماؤه أجاجًا وتوضأ فسقي بوضوئه نخلاً فيبست وهلكت، وأتى بولدان يبرك عليهم، فجعل يمسح رؤوسهم فمنهم من قرع رأسه ومنهم من لثغ لسانه، ويقال: إنه دعا لرجل أصابه وجع في عينيه فمسحهما فعمي. (5)
تاسعًا: جمع القرآن الكريم:
كان من ضمن شهداء المسلمين في حرب اليمامة كثير من حفاظ القرآن، وقد نتج عن ذلك أن قام أبو بكر - رضي الله عنه - بمشورة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بجمع القرآن [1] تاريخ الطبري: 4/ 117، 118. [2] حركة الردة للعتوم: ص 292 - 295. [3] عند الطبري: والباغي فناوئوه، تاريخ الطبري: 4/ 102 - 104. [4] تاريخ الطبري: 4/ 118، (إل) من إله (البداية والنهاية: 6/ 331).
(5) البداية والنهاية: 6/ 331.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 283