اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 267
وعامر بن مسلمة الذين كان لهما ثبات في فتنة الردة، عينه
واليًا على اليمامة [1].
ثالثًا: تحرك خالد بن الوليد بجيشه إلى مسيلمة الكذاب باليمامة:
كان أبو بكر - رضي الله عنه - قد أمر خالدًا إذا فرغ من أسد وغطفان ومالك بن نويرة أن يقصد اليمامة وأكد عليه في ذلك، قال شريك الفزاري [2]: كنت ممن حضر بزاخة فجئت أبا بكر فأمرني بالمسير إلى خالد وكتب معي إليه: أما بعد، فقد جاءني في كتابك مع رسولك تذكر ما أظفرك الله بأهل بزاخة وما فعلت بأسد وغطفان وأنك سائر إلى اليمامة، وذلك عهدي إليك، فاتق الله وحده لا شريك له، وعليك بالرفق بمن معك من المسلمين، كن لهم كالوالد، وإياك يا خالد بن الوليد ونخوة بني المغيرة؛ فإني قد عصيت فيك من لم أعصه في شيء قط، فانظر إلى بني حنيفة إذا لقيتهم إن شاء الله فإنك لم تلق قومًا يشبهون بني حنيفة كلهم عليك ولهم بلاد واسعة، فإذا قدمت فباشر الأمر بنفسك واجعل على ميمنتك رجلاً وعلى ميسرتك رجلاً [3]، واجعل على خيلك رجلاً، واستشر من معك من الأكابر من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من المهاجرين والأنصار، واعرف لهم فضلهم، فإذا لقيت القوم وهم على صفوفهم فالقهم -إن شاء الله- وقد أعددت للأمور أقرانها، فالسهم للسهم والرمح للرمح والسيف للسيف وأحمل أسيرهم على السيف [4]، وهول فيهم القتل واحرقهم بالنار،
وإياك أن تخالف أمري والسلام عليك. [5] فلما انتهى الكتاب إلى خالد وقرأه قال:
سمعًا وطاعة [6].
سار خالد إلى قتال بني حنيفة باليمامة وعبى معه المسلمين، وكان على الأنصار ثابت بن قيس بن شماس، فسار لا يمر بأحد من المرتدين إلا نكل به، وسير الصديق جيشا كثيفًا مجهزًا بأحدث سلاح ليحمي ظهر خالد حتى لا يوقع به أحد من خلفه، وكان خالد في طريقه إلى اليمامة قد لقي أحياء من الأعراب قد ارتدت، فغزاها وردها إلى [1] نفس المصدر السابق: ص 58. [2] شريك بن عبدة: صحابي قام بالمراسلة الحربية بين الصديق وخالد. [3] حروب الردة، شوقي أبو خليل: ص 78. [4] حروب الردة، شوقي أبو خليل: ص 78. [5] مجموعة الوثائق السياسية: ص 348، 349. حروب الردة، أبو خليل: ص 79. [6] حروب الردة، د. شوقي أبو خليل: ص 79.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 267