اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 26
الكثير من النسابين كعقيل بن أبي طالب وغيره، وكانت له مزية حببته إلى قلوب العرب وهي: أنه لم يكن يعيب الأنساب، ولا يذكر المثالب بخلاف غيره [1]، فقد كان أنسب قريش لقريش وأعلم قريش بها، وبما فيها من خير وشر. [2] وفي هذا تروي عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «إن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها» [3].
2 - تجارته: كان في الجاهلية تاجرًا، ودخل بُصرى من أرض الشام للتجارة، وارتحل بين البلدان، وكان رأس ماله أربعين ألف درهم، وكان ينفق من ماله بسخاء وكرم عُرف به في الجاهلية [4].
3 - موضع الألفة بين قومه وميل القلوب إليه: فقد ذكر ابن إسحاق في «السيرة» أنهم كانوا يحبونه ويألفونه، ويعترفون له بالفضل العظيم والخلق الكريم، وكانوا يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر: لعلمه وتجارته وحسن مجالسته. [5] وقد قال له ابن الدغنة حين لقيه مهاجرا: إنك لتزين العشيرة، وتعين على النوائب، وتكسب المعدوم، وتفعل المعروف. [6] وقد علق ابن حجر على قول ابن الدغنة فقال: ومن أعظم مناقبه أن ابن الدغنة سيد القارة لما ردَّ عليه جواره بمكة وصفه بنظير ما وصفت به خديجةُ النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما بعث، فتوارد فيها نعت واحد من غير أن يتواطأ على ذلك، وهذه غاية في مدحه؛ لأن صفات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منذ نشأ كانت أكمل الصفات [7].
4 - لم يشرب الخمر في الجاهلية: فقد كان أعف الناس في الجاهلية [8]، حتى إنه حرم على نفسه الخمر قبل الإسلام، فقد قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: حرم أبو بكر الخمر على نفسه، فلم يشربها في [1] التهذيب: 2/ 183. [2] الإصابة: 4/ 146. [3] مسلم رقم: 2490، الطبراني في الكبير رقم: 3582. [4] أبو بكر الصديق، على الطنطاوي: ص 66, التاريخ الإسلامي، الخلفاء الراشدين، محمود شاكر: ص 30. [5] السيرة النبوية لابن هشام، 1/ 371. [6] البخاري، كتاب مناقب الأنصار، رقم: 3905. [7] الإصابة: 4/ 174. [8] تاريخ الخلفاء للسيوطي: 48.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 26