responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 254
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يؤثر عزل خالد واستنابة أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه -؛ لأن خالدًا كان شديدا كعمر بن الخطاب وأبا عبيدة كان لينًا كأبي بكر، وكان الأصلح لكل منهما أن يولي من ولاه ليكون أمره معتدلاً، ويكون بذلك من خلفاء رسول الله الذي هو معتدل [1]، وحتى قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أنا نبي الرحمة، أنا نبي الملحمة» [2].

4 - ردة أهل عمان والبحرين:
أ- ردة أهل عمان:
كان أهل عمان قد استجابوا لدعوة الإسلام، وبعث إليهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عمرو بن العاص، ثم بعد وفاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نبغ فيهم رجل يقال له: «ذو التاج» لقيط بن مالك الأزدي، وكان يسامي في الجاهلية الجلندي ملك عمان [3]، فادعى النبوة وتابعه الجهلة من أهل عمان، فتغلب عليها، وعليها جيفر وعباد ابنا الجُلَنْدي [4] وألجأهما إلى أطرافها من نواحي الجبال والبحر فبعث جيفر إلى الصديق فأخبره الخبر واستجاشه، وبعث إليه الصديق بأميرين وهما: حذيفة بن محصن الغلفاني من حمير وعرفجة إلى مهرة، وأمرهما أن يجتمعا ويتفقا ويبدآ بعمان وحذيفة هو الأمير، فإذا ساروا إلى بلاد مهرة فعرفجة الأمير، وأرسل عكرمة بن أبي جهل مددًا لهم وكتب الصديق إلى عرفجة وحذيفة أن ينتهيا إلى رأي عكرمة بعد الفراغ من السير إلى عمان أو المقام بها، فساروا فلما اقتربا من عمان راسلوا جيفرًا وبلغ لقيط بن مالك مجيء الجيش، فخرج في جموعه فعسكر بمكان يقال له: دبار وهي مصر تلك البلاد وسوقها العظمى، وجعل الذراري والأموال وراء ظهورهم ليكون أقوى لحربهم، واجتمع جيفر وعباد بمكان يقال له صحار، فعسكروا فيه وبعثا إلى أمراء الصديق فقدموا على المسلمين، فتقابل الجيشان هناك وتقاتلوا قتالاً شديدًا وابتلي المسلمون وكادوا أن يولوا، فمنَّ الله بكرمه ولطفه أن بعث إليهم مددًا في الساعة الراهنة من بني ناجية وعبد القيس في جماعة من الأمراء، فلما وصلوا إليهم كان الفتح والنصر، فولَّى المشركون مدبرين وركب المسلمون ظهورهم، فقتلوا منهم عشرة آلاف مقاتل وسبوا الذراري وأخذوا الأموال والسوق بحذافيرها،

[1] الفتاوى: 28/ 144.
[2] مسند أحمد: 4/ 395 - 404 - 407.
[3] البداية والنهاية: 6/ 334.
[4] البداية والنهاية: 6/ 334.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست