responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 248
بمكان يقال له: البطاح [1]، فقصده خالد بجنوده وتأخرت عنه الأنصار وقالوا: إنا قد قضينا ما أمرنا به الصديق، فقال لهم خالد: إن هذا أمر لا بد من فعله وفرصة لا بد من انتهازها، وإنه لم يأتني فيها كتاب وأنا الأمير وإليَّ ترد الأخبار، ولست بالذي أجبركم على المسير وأنا قاصد البطاح، فسار يومين ثم لحقه رسول الأنصار يطلبون منه الانتظار فلحقوا به، فلما وصل البطاح وعليها مالك بن نويرة بث خالد السرايا في البطاح يدعون الناس، فاستقبله أمراء بني تميم بالسمع والطاعة، وبذلوا الزكوات إلا ما كان من مالك بن نويرة، فإنه متحير في أمره متنح عن الناس، فجاءته السرايا فأسروه وأسروا معه أصحابه، واختلفت السرية فيهم فشهد أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري أنهم أقاموا الصلاة، وقالوا آخرون: إنهم لم يؤذنوا ولا صلوا، فيقال: إن الأسارى باتوا في كبولهم في ليلة شديدة البرد، فنادى منادي خالد: أن أدفئوا أسراكم، فظن القوم أنه أراد القتل فقتلوهم وقتل ضرار بن الأزور مالك بن نويرة، فلما سمع خالد الواعية خرج وقد فرغوا منهم، فقال: إذا أراد الله أمرًا أصابه، ويقال: بل استدعى خالد مالك بن نويرة فأنَّبه على ما صدر منه من متابعة سجاح وعلى منعه الزكاة وقال: ألم تعلم أنها قرينة الصلاة؟ فقال مالك: إن صاحبكم كان يزعم ذلك، فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك؟ يا ضرار اضرب عنقه، فضربت عنقه. وقد تكلم أبو قتادة مع خالد فيما صنع وتقاولا في ذلك، حتى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى الصديق وتكلم عمر مع أبي قتادة في خالد وقال للصديق: اعزله فإن في سيفه رهقًا، فقال أبو بكر: لا أشيم سيفًا سله الله على الكفار.
وجاء متمم بن نويرة فجعل يشكو إلى الصديق خالدًا وعمر يساعده وينشد الصديق ما قال في أخيه من المراثي، فوداه الصديق من عنده [2].

دروس وعبر وفوائد:
أ- من ثبت على الإسلام من بني تميم:
لم يرتد عن الإسلام كل قبائل أو كل أفراد أو كل رؤساء بني تميم، كما حاول أن يصور ذلك بعض من المؤرخين المحدثين، والحقيقة أنه لقوة إسلام وثبات بعض بطون وأفراد ورؤساء بني تميم، فقد استطاع مالك بن نويرة إقناع سجاح التميمية بقتالهم قبل قتالها أبا بكر الصديق، وعندما واجهت مسلمي تميم تلقت على أيديهم هزيمة نكراء

[1] البطاح: ماء من ديار بني أسد بأرض نجد.
[2] البداية والنهاية: 6/ 327.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست