responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 247
على غزو أبي بكر الصديق، فلما مرت ببلاد بني تميم دعتهم إلى أمرها فاستجاب لها عامتهم، وكان ممن استجاب لها مالك بن نويرة التميمي وعطارد بن حاجب وجماعة من سادات أمراء بني تميم، وتخلف آخرون منهم عنها، ثم اصطلحوا على أن لا حرب بينهم، إلا أن مالك بن نويرة لما وادعها ثناها عن عزمها وحرضها على بني يربوع، ثم اتفق الجميع على قتال الناس وقالوا: بمن نبدأ؟ فقالت لهم فيما تسجعه: أعدوا الركاب، واستعدوا للنهاب، ثم أغيروا على الرباب [1] فليس دونها حجاب.
ثم استطاع بنو تميم إقناعهم بقصد اليمامة لتأخذها من مسيلمة بن حبيب الكذاب فهابه قومها، وقالوا: إنه قد استفحل أمره وعظم، فقالت لهم فيما تقوله: عليكم باليمامة دفوا دفيف الحمامة، فإنها غزوة صرامة لا تلحقكم بعدها ملامة، فعملوا لحرب مسيلمة فلما سمع بمسيرها إليه خافها على بلاده، وذلك أنه مشغول بمقاتلة ثمامة بن أثال، وقد ساعده عكرمة بن أبي جهل بجنود المسلمين وهم نازلون ببعض بلاده ينتظرون قدوم خالد، فبعث إليها يستأمنها ويضمن لها أن يعطيها نصف الأرض الذي كان لقريش لو عدلت، فقد رده الله عليك فحباك به، وراسلها ليجتمع بها في طائفة من قومه، فركب إليها في أربعين من قومه، وجاء إليها فاجتمعا في خيمة، فلما خلا بها وعرض عليها ما عرض من نصف الأرض وقبلت ذلك، قال مسيلمة: سمع الله لمن سمع، وأطعمه بالخير إذا طمع، ولا يزال أمره في كل ما يسر مجتمع، ثم قال لها: هل لك أن أتزوجك وآكل بقومي وقومك العرب؟ قالت: نعم، وأقامت عنده ثلاثة أيام ثم رجعت إلى قومها، فقالوا: أَصْدَقَك؟ فقالت: لم يصدقني شيئًا، فقالوا: إنه قبيح على مثلك أن تتزوج بغير صَدَاق، فبعثت إليه تسأله صَدَاقًا، فقال: أرسلي إليَّ مؤذنك فبعثته إليه وهو شيث بن ربعي الرياحي، فقال: ناد في قومك أن مسيلمة بن حبيب رسولَ الله قد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم به محمد (يعني صلاة الفجر وصلاة العشاء الآخرة) فكان هذا صداقها عليه، ثم انثنت سجاح راجعة إلى بلادها، وذلك حين بلغها دنو خالد من أرض اليمامة فكرت راجعة إلى الجزيرة بعدما قبضت من مسيلمة نصف خراج أرضه، فأقامت في قومها بني تغلب إلى زمان معاوية فأجلاهم منها عام الجماعة. (2)
كان مالك قد صانع سجاح حين قدمت من أرض الجزيرة، فلما اتصلت بمسيلمة ثم ترحلت إلى بلادها ندم مالك بن نويرة على ما كان من أمره وتلوم في شأنه وهو نازل

[1] الرباب: فرع من بني تميم.
(2) البداية والنهاية: 6/ 326.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست