اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 246
فزعم أنه أسلم، وسأل منه أن يجهز معه جيشًا يقاتل به أهل الردة فجهز معه جيشًا، فلما سار جعل لا يمر بمسلم ولا مرتد إلا قتله وأخذ ماله، فلما سمع الصديق بعث وراءه جيشًا فرده،
فلما أمكنه الله منه بعث به إلى البقيع، فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرقه وهو مقموط [1][2]، وكان الذي ألقى القبض عليه طريفة بن حاجز، وهذا يظهر لنا دور مسلمي سليم في محاربة المفسدين في الأرض والمرتدين [3].
وهذه العقوبة بسبب غدر الفجاءة، أو لأنه قد يكون ارتكب في ضحاياه من المسلمين جريمة الإحراق مرة أو مرات [4].
و_ ما قاله حسان فيمن قال لا نطيع أبا الفصيل (يعنون أبا بكر):
ما البكر إلا كالفصيل وقد ترى ... أن الفصيل عليه ليس بعار
إنا وما حجَّ الحجيج لبيته ... ركبان مكة معشر الأنصار
نَفْري جماجمكم بكل مهنَّد ... ضرب القُدار [5] مبادئ الأيسار (6)
حتى تُكَنُّوه بفحل هنيدة [7] ... يحمي الطروقة بازل هدَّار (8)
3 - سجاح وبنو تميم ومقتل مالك بن نويرة اليربوعي:
كانت بنو تميم قد اختلفت آراؤهم أيام الردة؛ منهم من ارتد ومنع الزكاة، ومنهم من بعث بأموال الصدقات إلى الصديق، ومنهم من توقف لينظر في أمره، فبينما هم كذلك إذ أقبلت سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التغلبية من الجزيرة وهي من نصارى العرب، وقد ادعت النبوة ومعها جنود من قومها ومن التف بهم، وقد عزموا [1] أي: شدت يداه ورجلاه كهيئة المهاد للطفل. [2] ترتيب وتهذيب البداية والنهاية: ص 106. [3] الثابتون على الإسلام: ص 27. [4] حركة الردة للعتوم: ص 185. [5] القدار: الجزار.
(6) المبادئ: الظواهر، وهي مفاصل الجزور وما عليها من اللحم، جمع بدء. الأيسار: جمع يسر وهو الجزور. [7] هنيدة: اسم لمئة ناقة من الإبل.
(8) ديوان الردة للعتوم: ص 137.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 246