responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 245
الثقة بمن كانت لهم سوابق في الإلحاد ثم ظهر منهم العود إلى الالتزام بالدين.
إن وضع الثقة الكاملة بهؤلاء وإسناد الأعمال القيادية لهم قد جر على الأمة أحيانًا ويلات كثيرة، وأوصلها إلى مآزق خطيرة، على أن أخذ الحذر من مثل هؤلاء لا يعني اتهامهم في دينهم ولا نزع الثقة منهم بالكلية، وهذا معلم من سياسة الصديق في التعامل مع أمثال هؤلاء [1].
هذا وقد حسن إسلام طليحة وأتى إلى عمر للبيعة حين استخلف وقال له عمر: أنت قاتل عكاشة وثابت [2]، والله لا أحبك أبدا، فقال يا أمير المؤمنين، ما تهتم من رجلين أكرمهما الله بيدي ولم يهنِّي بأيديهما! فبايعه عمر ثم قال له: يا خدع ما بقي من كهانتك؟ قال: نفخة أو نفختان بالكير، ثم رجع إلى دار قومه فأقام بها حتى خرج إلى العراق [3]، وقد كان إسلامه صحيحًا ولم يغمض [4] عليه فيه وقال يعتذر ويذكر ما كان منه:
ندمت على ما كان من قتل ثابت ... وعكاشة الغنمي ثم ابن معبد
وأعظم من هاتين عندي مصيبة ... رجوعي عن الإسلام فعل التعمد
وتركي بلادي والحوادث جَمَّة ... طريدًا وقِدْمًا كنت غير مطرَّد
فهل يقبل الصديق أنى مراجع ... ومعطٍ بما أحدثت من حدثٍ يدي
وأني من بعد الضلالة شاهد ... شهادة حق لست فيها بملحد
بأن إله الناس ربي وأنني ... ذليل وأن الدين دين محمد (5)

هـ- قصة الفجاءة:
واسمه إياس بن عبد الله بن عبد ياليل بن عمير بن خفاف من بني سليم، قاله ابن إسحاق. وقد كان الصديق حرق الفجاءة بالبقيع في المدينة، وكان سببه أنه قدم عليه

[1] التاريخ الإسلامي 9/ 67
[2] عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم رضي الله عنهما.
[3] التاريخ الإسلامي: 9/ 59، تاريخ الطبري: 4/ 81.
[4] يطعن فيه.
(5) ديوان الردة للعتوم: ص 86.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست