اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 243
أسباب هزيمة طليحة بن خويلد الأسدي:
كانت هناك مجموعة من الأسباب ساهمت في هزيمة طليحة الأسدي، منها:
إن المسلمين كانوا يقاتلون مدفوعين بعقيدة راسخة ويقين بنصر الله وحب في الشهادة، فكان حب الموت في سبيل الله تعالى سلاحًا معنويًا فتاكًا، فكان خالد يرسل للمرتدين هذه الكلمات القلائل: لقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة. [1] ولقد عرف العدو نفسه من خلال تعامله مع قوات المسلمين في المعارك التي خاضوها معه صدقهم في تنفيذ هذا المبدأ، فقد سأل طليحة الأسدي قومه لما انهزموا في موقعة بزاخة مع جيش خالد بشيء كبير من الحنق والتعجب: «ويلكم ما يهزمكم؟» فقال رجل منهم: أنا أخبركم، إنه ليس رجل «منا» إلا وهو يحب أن يموت قبله صاحبه، وإنا نلقي أقوامًا كلهم يحب أن يموت قبل صاحبه [2].
كان لانضمام طئ أثره في تقوية المسلمين وإضعاف أعدائهم، كما كان مقتل الصحابيين عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم قد زاد من غيظ المسلمين ودفعهم إلى قتال أعدائهم، كما كان لتورية أبي بكر الصديق تأثير على طئ في عدم التعاون مع حلفائها وبقائها في مواضعها الأصلية، وأما التورية المشار إليها فإن الصديق أوهم الناس أنه متوجه إلى خيبر بدلاً من الجهة الأصلية التي حددت للجيش، كما كان لإفساح المجال لطئ كي تقاتل قيسًا كما أرادت شجعها على الاستقلال في الحرب؛ إذ لو أصر خالد على أن يقاتلوا حلفاءهم من بني أسد كما أراد عدي بن حاتم لقصرت طئ في حربها أيما تقصير [3]، وغير ذلك من الأسباب.
من نتائج معركة بزاخة:
القضاء على قوة أحد الأدعياء الأقوياء وعودة فريق كبير من العرب إلى حظيرة الإسلام، فقد أقبلت بنو عامر بعد هزيمة بزاخة يقولون: ندخل فيما خرجنا منه، فبايعهم خالد على ما بايع عليه أهل بزاخة من أسد وغطفان وطئ قبلهم، وأعطوه بأيديهم على الإسلام، ولم يقبل أحد من أسد ولا غطفان ولا هوازن ولا سليم ولا طيء إلا أن يأتوه [1] حركة الردة للعتوم: ص 289. [2] تاريخ الخمسين للديار بكري: 2/ 207، نقلا عن حركة الردة للعتوم: ص 289. [3] خالد بن الوليد، شيت خطاب: ص 96، 97، نقلا عن حروب الردة: أحمد سعيد: ص 124.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 243