responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 186
بأمر الرسول الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وبذلوا المستطاع لتحقيقه، فنصرهم الله تعالى ورزقهم الغنائم وألقى في قلوب الناس هيبتهم، وكف عنهم كيد الأعداء وشرهم [1].
وقد تحدث (توماس آرنولد) عن بعث جيش أسامة فقال: بعد وفاة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أرسل أبو بكر - رضي الله عنه - الجيش الذي كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد عزم على إرساله إلى مشارف الشام، على الرغم من معارضة بعض المسلمين، بسبب الحالة المضطربة في بلاد العرب إذ ذاك، فأسكت احتجاجهم بقوله: قضاء قضى به رسول الله، ولو ظننت أن السباع تخطفني لأنفذت جيش أسامة - رضي الله عنه - كما أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [2] ... ثم قال: وكانت هذه هي أولى تلك السلسلة الرائعة من الحملات التي اجتاح العرب فيها سوريا وفارس وإفريقيا الشمالية، فقوضوا دولة فارس القديمة، وجردوا الإمبراطورية الرومانية من أجمل ولاياتها [3].
وهكذا نرى الله تعالى قد ربط نصر الأمة وعزها باتباع النبي الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فمن أطاعه
فله النصر والتمكين ومن عصاه فله الذل والهوان، فسر حياة الأمة في طاعتها لربها
واقتدائها بسنة نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [4].

3 - حدوث الخلاف بين المؤمنين ورده إلى الكتاب والسنة:
ومما نستفيد من هذه القصة أنه قد يحدث الخلاف بين المؤمنين الصادقين حول بعض الأمور؛ فقد اختلفت الآراء حول إنفاذ جيش أسامة - رضي الله عنه - في تلك الظروف الصعبة، وقد تعددت الأقوال حول إمارته، ولم يجرهم الخلاف في الرأي إلى التباغض والتشاجر والتدابر والتقاطع والتقاتل، ولم يصر أحد على رأي بعد وضوح فساده وبطلانه [5]، وعندما رد الصديق الخلاف إلى ما ثبت من أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ببعث أسامة وبيَّن - رضي الله عنه - أنه ما كان ليفرط فيما أمر به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مهما تغيرت الأحوال وتبدلت، استجاب بقية الصحابة لحكم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعدما وضحه لهم الصديق، كما أنه لا عبرة لرأي الأغلبية إذا كان مخالفًا للنص؛ فقد رأى عامة الصحابة حبس جيش أسامة

[1] قصة بعث أبي بكر جيش أسامة: ص 36.
[2] الدعوة إلى الإسلام: ص 63.
[3] الدعوة إلى الإسلام: ص 63.
[4] قصة بعث أبي بكر جيش أسامة: ص 39.
[5] نفس المصدر السابق: ص 47، 48.
اسم الکتاب : الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست