responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 94
د- طلب الحق والتحري في ذلك:
إن هذا الأصل العظيم ألا وهو طلب الحق والتحري للوصول إليه، يقوي وحدة صف العاملين لتحكيم شرع الله، وهي من أهم سمات الربانيين الذين صفت نفوسهم وتطهرت قلوبهم بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. إن الله تعالى في كتابه الكريم، يبين أنه لاتوجد منزلة ثالثة بين الحق والباطل، فقال سبحانه وتعالى: {فماذا بعد الحق إلا الضلال} (سورة يونس، آية 32).
قال القرطبي -رحمه الله-: ("قال علماؤنا": حكمت هذه الآية بأنه ليس بين الحق والباطل منزلة ثالثة في هذه المسألة التي هي توحيد الله تعالى، وكذلك هو الأمر في نظائرها، وهي مسائل الأصول فإن الحق فيها في طرف واحد) [1].
ولذلك نجد ابن السنوسي وهو المالكي المذهب والثقافة يخالف مذهب مالك في بعض المسائل عندما تبين له أن الحق خلاف مذهب الامام مالك، فكان يقبض في صلاته، ويقنت بعد الركوع، ويقصر في الصلاة اثناء السفر ... الخ وقد حذا اتباعه حذوه وهذا يدلنا على تحري ابن السنوسي واتباعه للدليل الشرعي والتمسك به، ونقد كثيراً من آراء التصوف المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت وسائل الوصول الى الحق، تقوى الله، والتجرد والاخلاص.
هـ- تحقيق الأخوة بين أفراد المجتع:
أيقن ابن السنوسي أن بتحقيق الأخوة بين القبائل، واتباع الحركة، تتحقق وحدة الصف، وقوة التلاحم، ومتانة التماسك بين أفراد الحركة، كما كان على علم بأن الأخوة منحة من الله عز وجل، يعطيها الله للمخلصين من عباده والأصفياء والأتقياء من أوليائه وجنده وحزبه قال تعالى: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين - وألف بين قلوبهم لو أنفقت مافي الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم} (سورة الانفال: آية 62 - 63).

[1] انظر: الجامع لأحكام القرآن (8/ 336).
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست