اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 56
والجماعة، مع الاستفادة من خبرات الحركات المعاصرة وتجديد الوسائل، لعل الله ينفعنا وينفع بنا ويهدينا سواء السبيل.
زواجه الثالث:
في أواخر عام 1258هـ جمع ابن السنوسي اخوانه في ليلة من الليالي وقال لهم تعلمون اخواني انني تقدمت بي السن (وكان سنة آنذاك سبعة وخمسون سنة) وضعف جسمي وقوتي بعد شربي للسم ولم يبقى لي مأرب في النساء غير اني رأيت سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في منامي وقال لي خذ احدى بنات هذا الرجل أي السيد احمد بن فرج الله تأتيك بولدين يكونان من المهاجرين والانصار وانني امتثالاً لامره - صلى الله عليه وسلم - اريد ان اخطب من اخينا السيد احمد احدى بناته، ثم عقد - رضي الله عنه - على فاطمة وهي الوسطى من البنات [1].
إن الرؤية الصالحة في المنام بشرى تزف لعباده الصالحين، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام إذا لم يخالف الشريعة لايوجد ما يمنع من تنفيذه وكانت بشرى صادقة وقد وقعت كما رآها ابن السنوسي.
إن أمر الرؤية في حياة ابن السنوسي واضح وجلي، ويستأنس بها في رحلاته واعماله وبالنسية لرؤية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام فلا خلاف بين أهل العلم فيها، فعن ابي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي) [2] وفي رواية عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي) [3] وفي رواية عن ابي قتادة - رضي الله عنه - قال: (قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من رآني فقد رأى الحق) [4]. [1] انظر: الفوائد الجليلة (1/ 58). [2] انظر: البخاري، فتح الباري، كتاب التعبير، باب من رأى النبي، رقم 6993. [3] المصدر السابق نفسه، رقم 6994. [4] المصدر السابق نفسه، رقم 6995.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 56