اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 42
الحديث والسنة، ولد محمد ابن ادريس سنة 1173هـ بميسورة [1] اصله من المغرب الاقصى وتلقى العلم على اكابر علمائها ثم هاجر الى مكة واستقر في الحجاز، واصبح من علماء وقته ومر هذا العالم بالجزائر وتونس وطرابلس وبنغازي سيراً على الاقدام، واستقر فترة من الزمن في بنغازي، ثم رحل الى الاسكندرية بحراً، واثنى على اهل بنغازي واهل الجبل الاخضر لما رأى عندهم من محبة الخير والصلاح وقال فيهم (هذه بلادنا فيه تحيا اورادناحيها سعيد وميتها شهيد طوبى لمن اراد الخير لأهلها وويل لمن اراد الشر بأهلها) [2].
ودخل الحجاز واستمر يتنقل بين مكة والمدينة والطائف ما يقارب ثلاثين سنة واستفاد منه خلق كثير من اصقاع العالم الإسلامي، من مصر، والسودان، والهند، واليمن، وبلاد المغرب وغيرهم وكان دخول الحجاز عام 1213هـ (3)
وعندما دخل سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود الحجاز عام 1221هـ لم يتعرضوا للشيخ احمد بن ادريس بأذىوكذلك اتباعه وقد وصف ابن ادريس بانه ذو ميول سلفية
قضى ابن السنوسي سنوات عديدة مع استاذه ابن ادريس الى ان اضطر الاخير الى الارتحال من الحجاز: (وكان سبب الارتحال مالقيه ابن ادريس من عنف السلطات الحكومية، ومعارضة علماء مكة الذين صاروا ينقدون السيد على اعتبار انه كان لا يتفق في منهجه مع ما اعتاد عليه هؤلاء من ازمان طويلة حتى صاروا يعدونه مبتدعاً ثم انقلب نقدهم اضطهاد اضطر بسببه السيد ابن ادريس لمغادرة مكة الى صبياً العسير) وكانت (صبيا العسير) ضمن املاك الدولة السعودية ومبادىء الدعوة السلفية متمكنة في نفوس اهلها وهذا ماكان يكرهه علماء الدولة العثمانية في مكة واتباعها.
ان ارتحال احمد ابن ادريس الى صبيا دليل على حسن الصلة التي بينه وبين اتباع [1] انظر: الدجاني، ص67. [2] انظر: الفوائد الجلية، ص24.
(3) المصدر السابق نفسه، ص21 الى 23.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 42