اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 190
وجاء الى القاهرة فرأى حكم محمد علي باشا وانفراده بشؤون مصر، فزاد اقتناعاً بعجز الدولة وضعفها.
دخل ابن السنوسي الحجاز عام 1240هـ/1825م، ونزل مكة وكانت تلك الزيارة لمكة ذات أثر كبير في قيام الدعوة السنوسية وظهور شأنها.
اهتم ابن السنوسي بالقضية الجزائرية، وعمل على اذكاء جذوة الجهاد في نفوس ابناء الجزائر ضد فرنسا، وحرص على المشاركة فيه بنفسه وأعد لذلك العدة إلا أن الظروف، والعوائق التي كانت في طريقه منعته من ذلك، وعمل على امداد تلاميذه بالأسلحة والمال، وحرض اتباعه على القتال، واستمر اتباع السنوسية، والشعب الليبي في دعم حركة الجهاد حتى تم دحر الاحتلال الفرنسي.
إن المفتاح الكبير لقبائل برقة، هو قناعتها بأن ابن السنوسي ولي من أولياء الله الصالحين، ولذلك سمعت لنصائحه، واطاعت أوامره، فأرشدهم الى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
كانت زاوية البيضاء في الجبل الأخضر أول الزوايا التي أسسها ابن السنوسي، وشرع يعلم الناس فيها، ويذكرهم بالله ويرشدهم الى طريق النجاة في الدنيا والآخرة، وبدأت القبائل تتوافد إليه تطلب زيارته لها تبركاً به، وتطلب اقامة الزوايا لها اسوة بالزاوية البيضاء، فكان يتوجه بنفسه الى القبيلة أو المكان المطلوب الزاوية فيه، وأحياناً ينتدب بعض الاخوان لذلك وهكذا بدأت القبائل تتسابق والزوايا تنتشر.
توفرت في قبائل برقة ظروف ملائمة لظهور الحركات السنوسية بوصفها حركة اسلامية شاملة منها؛ انفصالها عن الاقطار المجاورة بالصحارى والفيافي التي تحيط بها، تتألف تلك القبائل من قبائل عربية بدوية تربطها أنماط حياة اجتماعية متجانسة، ويقوم ذلك النظام على عصبيات دموية مشتركة، وتقاليد وأعراف متشابهة، كانت بعيدة عن سيطرة المدن، كانت القبضة العثمانية عليها ضعيفة ... الخ.
ظل ابن السنوسي خمس سنين ينشئ الزوايا وينظمها، ويرسم مناهج الدعوة ومبادئها، ويبث دعوته الاصلاحية عن طريق الزوايا.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 190