اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 182
اصابة مايريده من المرمى، وكان يشجع اتباعه وإخوانه على تعلم الفروسية ويقول لهم: إن ذلك من صميم السنّة [1].
وفاته:
كان ابن السنوسي يشعر بالمرض، منذ مدة، وكان يصارعه بالصبر، وقوة العزيمة، فلم يركن للراحة، ويخضع لوطأة المرض، وشرع في إتمام ماعزم على إقامته، وحاول أن يتغلب على المتاعب والأمراض وكان يمهد الأمور لتولي ابنه محمد المهدي أمر زعامة الحركة السنوسية، ونجح في ذلك، وأقنع الإخوان، وزعماء القبائل بذلك، واشتد عليه المرض في شهر شعبان 1275هـ حتى صار يغيب عن احساسه، وكان يقول: (أهل الله حملونا شيئاً كثيراً لو نزل على الجبال الراسيات لما اطاقته) [2]، ثم ارتفع بعض ذلك المرض منتصف محرم عام ستة وسبعين ثم تزايد عليه الألم، والأسقام، وصار يغيب أحياناً، ويضيق أحياناً إلى أن دعاه مولاه يوم الأربعاء من صفر الخير بعد طلوع الشمس [3]، وهكذا انتقل إلى جوار ربه.
وقبل الدفن اجتمع الإخوان في المسجد يوم الخميس، وقام فيهم عمران بن بركة خطيباً فألقى كلمة قال فيها: ( ... حمداً لمن قضى على جميع العباد بالموت وسدد سهمه للإصابة في جميع الوقت، فلا حيف عن سلوك سبيله ولامناص، ولامحيد عن الوقوع في شركه، ولاخلاص، فلم ينج منه أمير ولاوزير، ولاغني ولافقير، ولاشريف، ولاوضيع، ولادني، ولارفيع، حكم بذلك على سائر رسله وأنبيائه وأهل حضرته من أصفيائه، وأوليائه، وعلى الموت نفسه بعد ابقاء المقادير بالموت فلا محيط عنه ولافوت وجعله منة يفتدى بها من أسرار الأكدار وجُنة يتقى بها من سهام الاغترار، ....... ) [4]، وبعد أن دفن ابن السنوسي رحمه الله، تولى أمر الحركة ابنه من بعده (محمد المهدي)، فقام بإرسال خبر وفاة ابن السنوسي إلى شيوخ [1] المصدر السابق نفسه (1/ 89). [2] انظر: الحركة السنوسية، ص124. [3] المصدر السابق نفسه، ص124. [4] المصدر السابق نفسه، ص124.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 182