responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 168
ونقل قولاً للإمام أحمد، قال: قال ناصر السنة الإمام احمد بن حنبل لأبي داود وقد سأله أيتبع الأوزاعي أم مالك قال: (لا تقلد دينك أحداً من هؤلاء ماجاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فخذ به) وذكر أن الرجل مخير في التابعين، وقد فرق - رضي الله عنه - بين التقليد والاتباع فقال ابو داود سمعته يقول الاتباع أن يتبع الرجل ماجاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ثم هو فيمن يعد من التابعين مخير وقال لأبي داود لاتقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي ولا الأوزاعي، ولا الثوري، وخذ من حيث أخذوا وقال من قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجال [1].
إن ابن السنوسي في كتابه ايقاظ الوسنان حارب التقليد الأعمى والتعصب لأنه رأى أن ذلك من أعظم أسباب التفرق والانحراف عن منهج الله الرباني، ومن أهم العوامل التي ادت الى انتشار البدع والأهواء بين الناس، وفشت في أوساطهم، وحالت بينهم وبين سماع الحق والهدى، وتركوا بسببها طريق الكتاب والسنة المطهرة،
إن التقليد الأعمى والتعصب، يؤديان الى مهاوي الردى، ويقودان صاحبهما الى مسالك الغواية والضلال، ويصدان عن اتباع النور والهدى، فتكون نتيجته تخبطاً وانتكاساً في الدنيا، وهلاكاً وخسراناً في الآخرة [2].
لقد انتشر مرض التعصب والتقليد في شعوب الامة الاسلامية، لاسيما في العصور المتأخرة، فأصبح هو الأساسي والأصل، ونتج عن تفشيه نتائج وخيمة وأمور جسيمة [3].
لقد حارب ابن السنوسي التقليد والتعصب ورأى أن تلك الخلوة مهمة للأخذ بأسباب النهوض.
لقد تعرض ابن السنوسي في كتابه ايقاظ الوسنان، لمن أعمته العصبية عن الحق وزعم: (إن الكتاب والسنة مشتركان بين أثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي منحصرة في مقلدي الأربعة) [4].

[1] المصدر السابق نفسه، ص29.
[2] انظر تفسير ابن كثير (2/ 213).
[3] انظر: فقه التمكين في القرآن الكريم، لعلي محمد الصلابي، ص251.
[4] انظر: إيقاظ الوسنان، ص31.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست