اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 165
الشيعة، وألف في ذلك كتابه في الإمامة الذي افتتحه بقوله (أعز مايطلب) وصار هذا المفتتح لقباً على ذلك الكتاب ... ) [1].
إن ابن السنوسي في دراسته الطويلة لم يهمل الجانب التاريخي، لقناعته الراسخة، بأهمية هذا العلم في تحقيق الفوائد التربوية، وادراك السنن الربانية، ومعرفة معالم تاريخ الإنسانية، ومعرفة تاريخ الأنبياء، ومعرفة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومعرفة تاريخ الخلفاء الراشدين، وسير العلماء والمجاهدين والدعاة، وأثر الاسلام في حياة البشر، والتعرف على بعض الحقائق الهامة في حياة البشر، ككون الإنسان يحتاج الى التذكير، ولابد من الصبر على المشاق لتحقيق الأهداف النبيلة، ... الخ.
ثالثاً: ايقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن:
تحدث ابن السنوسي في هذا الكتاب عن وجوب العمل بالحديث والقرآن الكريم، وقد صنفه في مقدمة ومقصد، وخاتمة، أما المقدمة، فقد بين فيها جلالة مقدار الأئمة، فقال: أعلم أنه يجب على المسلمين، بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين، وبالخصوص موالاة العلماء العاملين، الذين حازوا بوراثة الأنبياء كل فخر، وصاروا نجوم هدى يقتدى بهم في ظلمات البر والبحر، واجمع العلماء على هدايتهم ودرايتهم، إذ كل أمة بعد بعث محمد - صلى الله عليه وسلم - علماؤها شرارها، إلا المسلمين؛ فعلماؤهم خيارهم، فإنهم خلفاء الرسول في أمته والمحيون لما مات من سنته، بهم قام الكتاب وقاموا به، وبهم نطق وبأسراره نطقوا كل بحسبه، فلا يجوز لأحد أن يعتقد أن أحداً من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولاً عاماً يتعمد مخالفة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في شيء من سنته جل أو دق كيف وهم محيوها والمتفقون اتفاقاً يقينياً على وجوب اتباعها وانه يؤخذ من قول كل أحد ويترك إلا قوله - صلى الله عليه وسلم - [2].
إن أبن السنوسي سار على منهج، اهل السنة والجماعة في نظرته الى علماء الأمة قال الطحاوي -رحمه الله-: (وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من [1] انظر: الدرر السنية، ص119. [2] انظر: إيقاظ الوسنان، ص12.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 165