اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 161
أن يسأل العبد ربه العلم النافع، ويستعين به تعالى، ويفتقر إليه، وقد أمر الله نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - بسؤاله أن يزيده علماً الى علمه [1]، فقال تعالى: {وقل ربي زدني علما} (سورة طه، آية 114).
ومنها: الاجتهاد في طلب العلم، والشوق إليه، والرغبة الصادقة فيه ابتغاء مرضاة الله تعالى، وبذل جميع الأسباب في طلب علم الكتاب والسنة [2]، وما أروع ما قال الشافعي:
أخي لن تنال العلم إلا بستة
سأنبك عن تفصيلها ببيان
ذكاء، وحرص، واجتهاد، وبلغة
وصحبة أستاذٍ طول زمان (3)
ومنها: اجتناب جميع المعاصي بتقوى الله تعالى فإن ذلك من أعظم الوسائل الى حصول العلم.
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً} (سورة الأنفال، آية 29).
ومنها: عدم الكبر والحياء عن طلب العلم، قال مجاهد: (لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر) [4].
ومنها، بل أعظمها ولُبُّها: الإخلاص في طلب العلم، قال - صلى الله عليه وسلم -: (من تعلم علماً مما يبتغي به وجه الله -عز وجل-، لايتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) [5] يعني ريحها.
العمل بالعالم [6]: لأن العلم لايكون ركناً من أركان الحكمة، ودعائمها إلا بالعمل، والإخلاص، والمتابعة [7].
هذه بعض الاسباب التي اتخذها ابن السنوسي حتى وصل الى ما وصل إليه، [1] انظر: تفسير الامام البغوي (3/ 233). [2] انظر: تفسير السعدي (5/ 194).
(3) انظر: ديوان الشافعي، ص116. [4] انظر: البخاري مع فتح، كتاب العلم، باب الحياء في العلم (1/ 228). [5] انظر: ابو داود، باب في طلب العلم لغير الله (3/ 323). [6] انظر: الحكمة في الدعوة الى الله، سعيد القحطاني، ص53. [7] المصدر السابق نفسه، ص53.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 161