اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 153
السنوسي من انحرافه، وعن الاسلوب الذي اتبعه في عقابه؛ فهو يهجر المعاون أياماً دلالة على شدة غضبه ثم يخاصم الأثنين، ويبين لهما انحرافهما عن مهمتهما كدعاة ويعزلهما عن عملهما، وموقفه الشديد هذا لا يستغرب لان تصرفهما كان يخالف كلية خطة ابن السنوسي في الدعوة الى الله بالحكمة وعدم الاحتكاك بالسلطة [1].
سابعاً: من رسائل ابن السنوسي الدعوية:
كانت رسائل ابن السنوسي التي يبعث بها الى الأخوان أو لغير الأخوان، تتجلى فيها شخصيته الدعوية، ففي رسالة بعث بها في محرم 1276هـ الى شيخ زاوية الطيلمون مصطفى المحجوب يقول موصياً الاخوان: (والوصية لكم بالوقوف في باب الله بالجد والاجتهاد، ودلالة الخلق الى سبيل الرشاد، بالقول والعمل، والتخلي عن التواني والكسل، وابذلوا الوسع في حصاد الزرع والدراس والتحفظ عليه من التشتيت بأيد الناس، ومثلكم لا يؤكد عليه ولا يحتاج الى توصية فيما هو بين يديه، جعلك الله دليلاً للسعادة مراعياً قوله تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}) [2].
فكان ابن السنوسي -رحمه الله- في هذه الرسالة يحث اخوانه على الجد والاجتهاد، ودعوة الناس الى سبيل الرشاد، بالقول والعمل، ويدعوهم الى ترك التواني والكسل، وأن يستعدوا للآخرة، كأن آجالهم تأتي غداً، والعمل للدنيا، كأنما يعيشون أبدا، ولذلك حثهم على حصاد الزرع، والدراس، والتحفظ عليه من التشتيت بأيد الناس، ويطلب منهم الاحسان في أعمالهم الدنيوية والأخروية.
هذه بعض الخطوط العريضة التي تبين لنا أسلوب ابن السنوسي الدعوي. [1] انظر: الحركة السنوسية، ص155. [2] انظر: الحركة السنوسية، ص158.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 153