اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 147
فيها رفق وتسامح ونصح، واستطاعت أن تبين لأتباع الطرق الأخرى الأخطاء التي وقعت فيها، كالغناء، وهز وضرب الدفوف، وسارت بمنهجية حكيمة حتى استطاعت أن تهيمن على البوادي، والواحات، والمناطق الداخلية، وأصبح ولاء تلك الأماكن لفكر الحركة السنوسية، وأصبح نشاط الطرق الأخرى محصوراً في المدن، كبنغازي، وطرابلس وغيرها، بعيدة عن الصراع السياسي العالمي، بعكس السنوسية التي استطاعت أن تصبح حركة سياسية مؤثرة، ومن أشهر الطرق الصوفية في ليبيا، العروسية، العيساوية، القادرية، المدنية، السعدية والطيبية، والعزوزية [1].
ثانياً- التعامل مع العبيد من الأفارقة:
كان ابن السنوسي يهتم اهتماماً كبيراً بدعوة القبائل الوثنية في افريقية، فمن وسائله في نشر الإسلام بقلب افريقية، أنه اشترى مرة قافلة من العبيد، كان المستعمرون قد خطفوهم ليعرضوهم في سوق الرقيق، ولكن ابن السنوسي اعتقهم جميعاً وأكرمهم وعلمهم الإسلام، وبث فيهم حبه وتقديره، ثم تركهم ليعودوا إلى قبائلهم وذويهم دعاة يتحدثون عن طغيان المسيحيين وبر المسلمين، فكانوا دعائم مهمة لنشر الإسلام بين أهليهم وقبائلهم [2]، وكان يشتري العبيد من القبائل التي كانت تغير على القوافل، وعمل على دعوة القبائل إلى الإلتزام بالإسلام، وتخليص العبيد من العبودية وكان ابن السنوسي يشرف بنفسه على تربيتهم وتعليمهم ثم يرسلهم إلى قبائلهم، ودعوة الزنوج إلى الإسلام، وبفضل الله ثم هذا الأسلوب، أصبحت قبائل (واداي في تشاد يرسلون أبنائهم لتعلم الإسلام في الجغبوب وغيرها من الزوايا السنوسية) [3].
ثالثاً- التعامل مع القبائل وتوظيفها للدعوة:
اهتم ابن السنوسي في دعوته بزعماء القبائل، واستطاع أن يحول منهم [1] انظر: المجمتع الليبي، ص325. [2] انظر: موسوعة التاريخ الاسلامي، محمود شاكر (4/ 437). [3] انظر: السنوسية دين ودولة، ص39.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 147