اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 139
وهذه الرسالة وجهها ابن السنوسي الى حاكم إقليم فزان فقال بعد البسملة والديباجة الأولى: (ولدنا مصطفى باشا قائم مقام فزان حالاً. أدام الله بقائه وزاده عزاً وإجلال.
وبعد إهداء تحيات عطرة تليق بعزيز الجناب، ورفع أكف الضراعة مستمطراً وأكف الإنعام وسوابغ الآلاء مدى الدهور والأحقاب وأنه قد وصل مشرفكم الكريم. وحمدنا الله تعالى على ماأنتم عليه من الفضل الجسيم. وأسفر عن مكارمكم الفائقة ... باستنشاق ريا مننكم الرائقة إنكم للفضل أهل ولأعمال الصالحات مأوى ومحل إذان مقاصدكم كلها صالحة. وفضائلكم لدى الخواص والعوام واضحة وقد أخبرنا ولدنا الشيخ أحمد بن ابي القاسم التواتي عن جميع خيراتكم تفصيلاً. وتتابع ذلك منكم بكرة وأصيلاً. زادكم الله عزاً ورفعة وجعلكم تحت كنفه في عز دائم ومنعة. وأفاض عليكم من نوره الأسن، وأمدكم من فيوضاته المباركة الحسنى فأبشر بحول الله وقوته بالعز الأبدي والفخر الدائم السرمدي وقد وجهنا ولدنا الشيخ محمد بن الشفيع يذكر عباد الله في تلك الناحية. ويكون مقامه بزاوية (واو) حتى يرجع إليها الشيخ أحمد بن أبي القاسم التواتي لأن مرادنا أن يأتينا من هناك ببعض كتب غير موجودة في خزانتنا ويرجع إن شاء الله عاجلاً. وها نحن داعون لكم بصالح الدعوات في الخلوات والجلوات وأوقات الإجابات وعلى الله القبول وهو المرجو منه والمأمول وسلام السلام يخصكم ويعم سائر اللائذين بجنابكم [1].
ومن خلال الرسائل نستنتج أن ابن السنوسي استطاع أن يقيم علاقات متينة مع الولاة العثمانيين، ويبدو أن الحكومة العثمانية قررت أن تكسب ابن السنوسي لصفها، وخصوصاً بعد أن قدم للقبائل خدمات عظيمة في مجال الدعوة، والتعليم، والارشاد، وعالج ظاهرة خروج القبائل عن الدولة بحكمة نادرة، فكانت القبائل تقبل نصائح ابن السنوسي ويطيعون العثمانيين بناءً على توجيهاته، ولذلك تركت الدولة الدواخل في يد الحركة السنوسية، وبدأت الحركة تتحول الى إمارة منضوية [1] انظر: السنوسي الكبير، ص141.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 139