اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 138
أن يكون على قدمكم في طرق السداد والرحمة للعباد، فأوصوه بذلك، وادعوا له به فإن رضاء الحق في رضائكم عليه. ونحن والاخوان عليه راضون، وله راعون وبالسيرة الحسنة موصون. جعله الله وارث كمالكم بعد طول الاعمار، وجمع لكم بين عز هذه الدار وتلك الدار ... فنوصيكم وأنفسنا بوصية الله سبحانه للنبيين والمرسلين الأولين والآخرين. {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن أتقوا الله} وأن تتخلقوا بمحض الرحمة لعباد الله. قال العلي الشأن: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان ... } وقال ذو الشمائل الحسنة: (عدل ساعة خير من عبادة سبعين سنة). الراحمون يرحمهم الرحمان. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. والجزاء من جنس العمل، وإنما هي أعمالكم ترد عليكم وكما يدين الفتى يدان، نسأل الله سبحانه لنا ولكم وللمسلمين أن يؤتينا من لدنه رحمة ويهيء لنا من أمرنا رشداً ويحل علينا رضوانه الأكبر الذي لا سخط بعده أبداً إنه جواد كريم. رؤوف رحيم وعلى جنابكم السلام وهو الختام) [1].
فالباحث يلمس وداً قوياً بين ابن السنوسي والوالي، ويستنتج منه رضا الوالي وتأييده لحركة ابن السنوسي ونجد رسالة أخرى بعث بها ابن السنوسي الى محمد باشا صالح حاكم بنغازي يعهد فيها للوالي بمهمة رعايا الزوايا وحمايتها وإصدار الأوامر باحترامها وذلك قبل سفر ابن السنوسي للحجاز. وقد جاء في الرسالة: ( ... فلما حان سفرنا وجب علينا أن نرد الأشياء الى محلها والأمانات الى أهلها، وذلك أن هذه الزاوية التي حدثت بهمة حضرتكم ومنّة جناب والدكم (هنا بياض في الأصل) ... وكل من الزوايا حوله عربان وعلم جنابكم محيط بأحولاهم وتعدى بعضهم على بعض فضلاً عن غيرهم ... وقد سيق من جنابكم وجناب الأكرم الوالد حمى حرمها وصيانة حرمها .. وإذا تأكد وشاع عن سفرنا ماهو الواقع من انتسابها لجنابكم، وعلم الجميع بذلك بعزيز خطابكم لا يستباح لها حصن ولا تحضر لها ذمة وتصير حرماً آمناً ... ) [2]. [1] انظر: السنوسي، ص139،140. [2] المصدر السابق نفسه، ص143،144.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 138