اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 131
وإما في الترهيب، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة ماسمعت مثلها قط فقال: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً فغطى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجوههم ولهم خنين) [1].
إن ابن السنوسي -رحمه الله- يرى أن لأحاديث الترغيب والترهيب أثراً في تزكية النفوس، كما يرى لسير وتراجم الصالحين أثراً في صفاء القلوب، وتطهير النفوس، بل يرى أن تلك السير جند من جنود الله يثبت الله بها من يشاء من عباده.
3 - المسارعة للخيرات:
يرى ابن السنوسي أن من وسائل التزكية المسارعة في الخيرات والاعمال الصالحة، كالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويراها من الغنائم الباردة لسالكي طريق المجاهدة في الله.
قال تعالى {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} (سورة الاحزاب، آية 56).
إن صلاة الله وملائكته على النبي - صلى الله عليه وسلم - معناها الثناء عليه، وإظهار فضله، وشرفه، وإرادة تكريمه وتقريبه، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنها؛ عن يعقوب بن زيد بن طلحة التميمي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أتاني آت من ربي فقال: مامن عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليها بها عشراً) فقام إليه رجل فقال: يارسول الله أجعل نصف دعائي لك؟ قال: إن شئت.
قال: ألا أجعل ثلثي دعائي؟ قال: إن شئت.
قال: ألا أجعل دعائي كله. قال: (إذن يكفيك الله هم الدنيا وهم الآخرة) [2].
قال ابن السنوسي: إذا أكثر السالك من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنقذه الله بها [1] انظر: البخاري، كتاب الرقاق (11/ 319). [2] انظر: مسلم، ابوداود (1516).
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 131