اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 130
وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات مارزقناكم} (سورة البقرة، آية 172) ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يده الى السماء، يارب يارب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟) [1] ولاشك أن قبول الدعاء من الوسائل المهمة في تزكية نفس العبد، وتهذيب أخلاقه، وحياة قلبه.
- الصدقة:
والله تعالى طيب لايقبل إلا طيباً، والحرام سواء أكان مالاً أم متاعاً أم غير ذلك، غير طيب، لأنه خبيث، ومن مصدر خبيث غير مشروع، فهو بالتالي غير مقبول.
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} (سورة البقرة، آية 267).
وكذلك الشأن في سائر العبادات، فكيف يقبل الله تعالى الصلاة ممن تغذى بالحرام، وكانت أنفاسه التي يناجي بها ربه، تمتد طاقتها من الحرام، وكل جسم غذي بالحرام فالنار أولى به [2].
إن من وسائل تزكية النفوس العبادات عندما يتقبلها الله، ويجعل لها آثارها في نفس العبد وقلبه، وعقله، وجسده.
2 - سماع أحاديث الترغيب والترهيب:
فإن لها أثر في تزكية النفوس، واحياء القلوب، فعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال الله تعالى: (ياابن آدم مادعوتني ورجوتني غفرت لك على ماكان منك ولا أبالي. ياابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، ياابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) [3]. [1] انظر: مسلم (2/ 703) رقم 1015. [2] انظر: طلب الرزق بين الحلال والحرام، احمد الطويل، ص147. [3] انظر: الدارمي (2/ 322) حسنه الألباني رقم 127.
اسم الکتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 130