responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 681
ليتأوَّل رؤياه بهما، فمات ابنه محمد وجاءه نعيُ أخيه محمد من اليمن، فقال: هذا والله تأويل رؤياي محمد ومحمد في يوم واحد، إنا لله وإنا إليه راجعون ثم قال من: يقول شعراً فيُسلني به فقال الفرزدق:
إن الرَّزيَّة لارزيَّة بعدها ... فقدان مثل محمد ومحمد
مَلِكان قد خلت المنابر منهما ... أخذ الحمام عليهما بالمرصد (1)

10 ـ مقتل سعيد بن جبير: في عام 95هـ قتل الحجّاج سعيد بن جبير المقرئَ المفسَّر المحدث الفقيه، أحد الأعلام وله نحو من خمسين سنة أكثر روايته عن ابن عبّاس، وحدّث في حياته بإذنه، وكان لا يكتب الفتاوى مع ابن عبَّاس، فلمّا عَمِيَ ابن عباس كتب وروي أنه قرأ القرآن في ركعة في البيت الحرام، وكان يؤمّ الناس في شهر رمضان، فيقرأ ليلة بقراءة ابن مسعود، وليلة بقراءة زيد بن ثابت، وأخرى بقراءة غيرهما وهكذا أبداً، وقيل كان أعلم التابعين بالطَّلاق سعيد بن جبير، وبالحج عطاء، وبالحلال والحرام طاووس وبالتفسير مجاهد وأجمعهم لذلك سعيد بن جبير وقتله الحجّاج وما على وجه الأرض أحد إلاَّ وهو مفتقر إلى علمه [2]،، وقال الحسن يوم قتله: اللهمّ أَعِنْ على فاسق ثقيف، والله لو أنّ أهل الأرض اشتركوا في قتله لأكبهم الله في النار [3]، وعندما أمر الحجّاج بقتل سعيد قال سعيد: اللهم لا تحل له دمي ولا تُمهله من بعدي [4]، وأصيب الحجاج بفزع عظيم وجعل يقول: مالي ولك يا سعيد بن جبير، وكان في جملة مرضه كلما نام رآه آخذاً بمجامع ثوبه يقول: يا عدو الله فيم قتلتني، فيستيقظ مذعوراً ويقول: مالي ولابن جبير [5].
11 ـ مرض الحجاج وموته:
أـ خطبته قبل موته: لما مرض الحجّاج أرجف الناس بموته فقال في خطبته: إنَّ طائفة من أهل الشقاق والنفاق نزغ الشيطان بينهم، فقالوا: مات الحجّاج، ومات الحجّاج، فمه، وهل يرجو الحجّاج الخير إلا بعد الموت؟ والله ما يُسرُّني أن لا أموت وأنَّ لي الدنيا وما فيها وما رأيت الله رضي التخليد إلا لأهون خلقه عليه إبليس، قال الله له ((إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ)) (الأعراف، الآية: 15). فأنظره إلى يوم الدين، ولقد دعا الله العبد الصالح فقال: ((وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي)) (ص، الاية: 35). فأعطاه الله ذلك إلا البقاء، فما عسى أن يكون أيُّها الرجل، وكلُّكم ذلك الرجل كأنِّي والله بكل حيٍّ منكم ميتاً، وبكل رطبٍ يابساً، ثم نُقِلَ في

(1) شذرات الذهب (1/ 382).
[2] المصدر نفسه (1/ 383).
[3] المصدر نفسه (1/ 383).
[4] المصدر نفسه (1/ 386).
[5] المصدر نفسه (1/ 386).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 681
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست