responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 682
ثياب أكفانه إلى ثلاثة أذرع طولاً في ذراع عرضاً، فأكلت الأرض لحمه، ومصَّت صديده، وانصرف الحبيب من ولده يُقسِمُ الحبيب من ماله إن الذين يعقلون. يعقلون ما أقول [1].
ب ـ الآلام الشديدة التي تعرض لها الحجّاج في مرضه:
كان موت الحجّاج بالأكلة [2]، في بطنه، سوَّغه الطبيب لحماً في خيط فخرج مملوءاً دوداً وسُلط عليه أيضاً، البرد فكان يوقد النَّار تحته وتأجِّجُ حتى تحرق ثيابه وهو لا يُحِسَّ بها، فشكا ما يجده إلى الحسن البصري ـ كما جاء في بعض الروايات ـ فقال له الم أكن نهتيْتُك أن تتعرّض للصالحين، فلججت، فقال له: يا حسن، لا أسألك أن تسأل الله أن يفرج عني ولكني أسألك أن تسأله أن يعجل قبض روحي ولا يطيل عذابي، فبكى الحسن بكاءً شديداً، وأقام الحجّاج على هذه العلة خمسة وعشر يوماً فلما أُخبر الحَسَنُ بموته سجد شكراً، وقال: اللهمَّ كما أمته أمت سنته [3]، وعن الأصمعي، قال: لما حضرت الحجّاج الوفاة أنشأ يقول:
يا ربِّ قد حلف الأعداء واجتهدوا ... بأنني رجل من ساكني النار
أيحلفون على عمياء ويحهم ... ما علمهم بعظيم العفو غفار (4)
وقال عند موته: اللهم اغفر لي، فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل [5]، وعن عمر بن عبد العزيز أنَّه قال: ما حسِدتُ الحجّاج عدو الله على شيء حسدي إياه على حبِّه للقرآن وإعطائه أهله، وقوله له حين حضرته الوفاة: اللهم اغفر لي فإنَّ الناس يزعمون أنك لا تفعل [6]، ولما قيل للحسن البصري: إن الحجّاج قال عند الموت كذا وكذا. قال: أقالها؟ قالوا: نعم. قال: عسى [7]، وقد فرح أهل العراق بموت الحجّاج، وسمي يوم موته عرس العراق [8].
ج ـ عمره لما مات وما تركه من مال:
قال العماد في سنة 95هـ: فيها أراح الله العباد والبلاد بموت الحجاج بن يوسف الثقفي في ليلة مباركة على الأمة، ليلة سبع وعشرين رمضان، وله ثلاث وقيل أربع أو خمس وخمسون سنة أو دونها [9]، وزعموا أنَّ الحجّاج مات ولم يترك إلا ثلاثمائة درهم ومصحفاً وسيفاً وسرْجاً ورحلاً ومائة درع موقوفة [10].
س ـ ما رؤي له بعد موته: وقال الأصمعي عن أبيه قال رأيت الحجّاج في المنام فقلت ما فعل الله بك؟ فقال: قتلني بكل قتلة قتلت بها إنساناً.

[1] البداية والنهاية (12/ 594).
[2] الأكلة: داء يقع في العضو فيأتكل منه.
[3] شذرات الذهب (1/ 381).
(4) البداية والنهاية (12/ 550).
[5] المصدر نفسه (12/ 550).
[6] البداية والنهاية (12/ 550).
[7] المصدر نفسه (12/ 550).
[8] المنتصم (7/ 4).
[9] شذرات الذهب (1/ 377).
[10] البداية والنهاية (12/ 552).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 682
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست