responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 654
ج ـ القيادة لم تكن بيد العلماء وإنما بيد الأشعث.
خ ـ عدم وجود تنظيم قوي يتحكم في توجيه الثوار وفق الأهداف المرسومة من القادة.
ش ـ شخصية بن الأشعث وطبيعة جيشه:
لم تكن شخصية ابن الأشعث تملك الصفات القيادية من بعد نظر، وثاقب فكر، وتقدير للأمور، وثبات في المواقف، فقد وقع في شباك رتبيل وباعه للحجّاج مقابل مصالحه وتحالف مع الكفّار ضد المسلمين، ولم يستطع أن يقود جيشه كما يريد بل انقاد لعواطف ومشاعر الجنود فأودت به إلى حتفه، كما أن جيشه لم يكن ينقصه عدد أو عدة، ولكن حماسهم خفّ بسبب طول انتظارهم، ولم تكن لهم طاعة قوية لرؤسائهم، بعكس أهل الشام الذين كانوا جنداً نظاميين بكل ما لهذه الكلمة من معاني [1]، وهذه أبيات من الشعر تصوّر حزنهم واعترافهم بأنهم لم يصبروا ويدافعوا حق المدافعة عن دنياهم التي أضاعوها بتفريطهم:
أيا لهفاً ويا حزناً جميعاً ... ويا حر الفؤاد لما لقينا
تركنا الدين والدنيا جميعاً ... وأسلمنا الحلائل والبنينا
فما كنا أناساً أهل دين ... فنصبر في البلاء إذا ابتلينا
وما كنا أناساً أهل دنيا ... فنمنعها ولو لم نرجُ دينا
تركنا دورنا لطغام عَكٍ ... وأنباط القرى والأشعَرينا (2)

6 ـ من نتائج فشل ثورة بن الأشعث:
أـ ازدياد تسلط الحجّاج:
ترتب على فشل نتائج ثورة ابن الأشعث نتائج خطيرة وسيئة، فقد زاد انتصار الحجّاج في النهاية على الثوار من تسلطه وتجبره، واشتد أكثر في تضييقه على العلماء فقتل من قتل منهم وسجن من سجن منهم وهرب من وجهه من استطاع [3].
ب ـ ندم الكثير من العلماء:
وندم الكثير من العلماء المشاركين في ثورة ابن الأشعث، فهذا طلحة بن مصرف يقول: شهدت الجماجم، فما رميت، ولا طعنت، ولا ضربت، ولوددت أن هذه سقطت هنا ولم أكن شهدتها [4]، وعن محمد بن طلحة قال: رآني زبيد اليامي مع العلاء بن عبد الكريم ونحن نضحك فقال: لو شهدت الجماجم ما ضحكت ولوددت أن يدي ـ أو قال يميني قطعت من العضد وأني لم أكن شهدت [5]، كما ندم عقبة بن عبد الغافر على مشاركته في القتال كذلك، وغيرهم من العلماء.
جـ ـ انتصار رأي العلماء القائلين بعدم الخروج:
علت منزلة العلماء الذين اعتزلوا تلك

[1] تاريخ خلافة بني أمية صـ177.
(2) تاريخ الطبري (7/ 266).
[3] أثر العلماء في الحياة السياسية صـ588.
[4] سير أعلام النبلاء (5/ 192).
[5] تاريخ خليفة صـ287.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 654
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست