responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 650
الثقات: كان والله الحسن من رؤوس العلماء في الفتن والدماء والفروج [1]، وكان ينحى في نصحه للعامة إلى جمع الكلمة وتوحيد الصف وينهي عن الإثارة والفرقة، ويدعو إلى السمع والطاعة للولاة وكان يرى وجوب الموازنة بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووحدة الجماعة، ولقد عاصر الحسن البصري معظم فترات الحكم الأموي، وتأثر بالواقع السياسي في هذه الفترة، فأصبح يمثل مدرسة سياسية في عصره، فهو يرى أن حكم بني أمية فيه ظلم وجور، ولكنهم في نفس الوقت يملكون القوة العسكرية، وموازين القوى في صالحهم، كما أن الفئة الراغبة في التغيير والشاكية من الظلم، ينقصها التنظيم والإعداد والقوة والصبر، ويرى أن الذين يحملون راية الخروج على حكم بني أمية إما مخلص لدينه ولكنه لا يصلح للحكم ولا يقدر على إحداث التغيير، وإما رجال يستخدمون الدين والدعوة للتغيير لأغراض دنيوية، منها حبهم للسلطة والحكم، فليسوا بأحسن حال من الأمويين [2]، وعلى ذلك أصبح موقفه من الحكم الأموي يقوم على أمور منها:
أـ عدم الخروج على حكم بني أمية لما في ذلك: من سفك الدماء، وتقويض لقوة المسلمين، وازدياد الجور والظلم [3]، فقد دخل عليه رجل فقال: يا أبا سعيد إني أريد أن أسألك عن الولاة، فقال الحسن: سل عما بدالك. فقال: ما تقول في أئمتنا هؤلاء؟ فسكت الحسن ملياً ثم قال: وما عسى أن أقول فيهم وهم يلونا من أمورنا خمساً: الجمعة والجماعة، والفيء والثغور، والحدود، والله ما يستقيم الدين إلا بهم، وإن جاروا وإن ظلموا، والله ما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، والله إن طاعتهم لغبطة، وإن فرقتهم لكفر، فقال الرجل: يا أبا سعيد والله إني لذو مال كثير، وما يسرني أن يكون لي أمثاله وإني لم أسمع منك الذي سمعت فجزاك الله عن الدين وأهله خيراً، وحين سئل عن الحجّاج قال: يتلو كتاب الله ويعظ وعظ الأبرار ويطعم الطعام ويؤثر الصدق ويبطش بطش الجبارين. قالوا فما ترى في القيام عليه؟ فقال: اتقوا الله، وتوبوا إليه يكفيكم جوره [4]. وكان إذا قيل له ألا تخرج فتغير قال: إن الله إنما يغير بالتوبة ولا يغير بالسيف [5]. وكان يرى أن جور الحكام بسبب ما يحدثه الناس من ذنوب ومعاصي، وإن من أهم أسباب دفع الجور والظلم هو الرجوع إلى الله وكان يحث الناس على تجنب الفتن والبعد عن أسباب إشعالها وحين بلغ السخط على الحجّاج أوجه وثار عليه الناس مع ابن الأشعث وكان جملتهم عدد من العلماء لزم الحسن موقفه من الفتن

[1] سير أعلام النبلاء (4/ 575) وفيه زيادة لفظه الفروج والمقصود بها الثغور.
[2] موسوعة فقه الحسن البصري قلعجي (1/ 11).
[3] الفقهاء والخلفاء صـ78، 79.
[4] آداب الشيخ الحسن البصري لابن الجوزي صـ120، 121.
[5] الطبقات الكبرى (7/ 172).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 650
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست