responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 638
أولاً: أعداد وأرسال جيش الطواويس إلى سجستان بقيادة عبد الرحمن الأشعث:
أراد الحجّاج تأديب رتبيل وعقابه، فاستأذن عبد الملك بن مروان في أن يبعث جيشاً كبيراً بلغ عدده أربعين ألف مقاتل من أهل الكوفة وأهل البصرة وأنفق عليه ألفي ألف (مليونين) سوى أعطيات المقاتلين وبالغ في تجهيزه بالخيول الروائع والسلاح الكامل [1]، وبلغ من فخامة الجيش أن سماه الناس جيش الطواويس [2]، وأسند قيادته إلى عبد الرحمن بن الأشعث والحجّاج بإسناده قيادة هذا الجيش الكبير عدة وعدداً لابن الأشعث وهو يعلم موقفه منه، يهيء للثورة عليه وعلى الدولة الأموية، وقد نبه الحجّاج إلى هذاالخطأ الفادح، حيث قال له عم ابن الأشعث إسماعيل بن الأشعث: لا تبعثه فإني أخاف خلافه، والله ما جاز جسر الفرات قط فرأى لوال من الولاة عليه طاعة وسلطان [3]، ولكن يبدو أن الحجّاج قد خانه ذكاؤه هذه المرة، أو كان مفرطاً في ثقته بنفسه، فلم يسمع نصيحة إسماعيل ورد مستخفاً بعبد الرحمن، فقال: هولي أهيب وفي أرغب من أن يخالف أمري، أو يخرج عن طاعتي [4]، ومضى عبد الرحمن بهذا الجيش العظيم إلى سجستان لتأديب رتبيل، وكان ذلك في سنة 80هـ، فلما بلغته الأخبار، كتب إلى عبد الرحمن يعتذر إليه مما حل بالمسلمين في بلاده ويطلب منه الصلح ولكن عبد الرحمن لم يقبل [5]، وأخذ يتوغل في بلاده، وهنا حاول رتبيل أن يكرر مع عبد الرحمن ما صنعه مع عبيد الله بن أبي بكرة، فأخذ يخلي البلاد والحصون أمامه ليوقعه في شرك، ولكن ابن الأشعث فطن إلى ذلك، وكان كما يقول الطبري: لكلما حوى بلداً بعث إليه عاملاً وبعث معه أعواناً، ووضع البرد فيما بين كل بلد وبلد، وجعل الارصاد على العقاب والشعاب ووضع المسالح بكل مكان مخوف، حتى إذا جاز من أرضه أرضاً عظيمة، وملأ يديه من البقر والغنم والغنائم العظيمة، حبس الناس عن الدخول في أرض رتبيل، وقال: نكتفي بما أصبناه العام في بلادهم، حتى نجبيها ونعرفها ويجترئ المسلمون على طرقها، ثم نتعاطى في العام المقبل ما وراءها، ثم لم نزل ننتقصهم في كل طائفة من أرضهم حتى نقاتلهم آخر ذلك على كنوزهم وذراريهم، وفي أقصى بلادهم وممتنع حصونهم، ثم لا نزايل بلادهم حتى يهلكهم الله [6]. وهذه خطة سديدة وعملية وتدل على ذكاء وحنكة وتجربة وقد كتب إلى الحجّاج بما حققه من فتوحات وبخطته التي اعتزم تنفيذها [7]، ولكن الحجّاج ـ ودون أن يستشير أحد من أهل الحرب ـ رفض هذا الرأي واستهجنه وكتب إلى ابن

[1] تاريخ الطبري (7/ 224).
[2] تاريخ الطبري نقلاً عن العالم الإسلامي في العصر الأموي صـ508.
[3] تاريخ الطبري (7/ 224).
[4] تاريخ الطبري (7/ 224).
[5] تاريخ الطبري (7/ 225).
[6] تاريخ الطبري (7/ 225).
[7] تاريخ الطبري (7/ 225).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 638
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست