اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 637
جـ ـ موقف أهل البصرة واندفاعهم إلى مقاومة الخوارج والقضاء عليهم ليحافظوا على تجارتهم واستمرارها.
ح ـ تفرق الخوارج إلى فرق متعددة مما أدى إلى أضعافهم وتفتيت وحدتهم، فسهل على ولاة الدولة القضاء عليهم.
س ـ الأعمال التخريبية التي كانوا يحدثونها من قتل النساء والأطفال وقتل مخالفيهم واحراق القرى وكسر الخراج وقطع طرق التجارة مما أدى إلى كرههم من جانب الناس عامة فاندفعوا إلى مساعدة ولاة الدولة في القضاء عليهم هذه هي أهم الأسباب التي جعلت الخوارج يفشلون في التخلص من الحكم الأموي، وتطبيق أفكارهم ومعتقداتهم التي يؤمنون بها [1].
المبحث الثاني: ثورة عبد الرحمن بن الأشعث:
هذه واحدة من الثورات العديدة التي قام بها أهل العراق ضد الدولة الأموي، ولم يكن نشوبها على أساس مذهبي كما هو الحال بالنسبة لثورات الخوارج والشيعة، بل دفع إليها الكراهية المتبادلة بين قائدها وبين والي العراق الحجّاج بن يوسف وقائد هذه الثورة هو عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي [2]، وقد بدأت هذه الثورة العارمة من إقليم سجستان، ذلك الإقليم الذي أتعب الأمويين وكان كثير الانتقاض والتمرد عليهم [3]، فلما كانت ولاية الحجّاج بن يوسف على العراق 75هـ ـ 95هـ صبر على مضض على تجاوزات رتبيل ملك سجستان ضد الدولة واستغلاله الظروف الصعبة التي كانت تمر بها، ومنعه الجزية، فلما انتهت مشاكل العراق الخطيرة، وكسرت شوكة الخوارج سنة 78هـ قرر أن يؤدب رتبيل [4]، فأرسل الحجّاج إليه جيشاً بقيادة عبيد الله بن أبي بكرة سنة 79هـ، وأمره الحجّاج أن يتوغل في بلاد رتبيل وأن يدك حصونهم وقلاعهم، ففعل ما أمر به الحجّاج، وتمكن من هزيمة رتبيل واجتياح بلاده وغنم غنائم كثيرة ولكن رتبيل أخذ في التقهقر فأطمع المسلمين في اللحاق به حتى وصلوا قريباً من مدينته العظمى، عند ذاك بدأ الترك يغلقون على المسلمين الطرق والشعاب وحصروهم وقتل عامة جيش المسلمين [5]. [1] العراق في العصر الأموي، ثابت الرواي صـ243، 244. [2] سير أعلام النبلاء (4/ 183). [3] العالم الإسلامي في العصر الأموي صـ507. [4] تاريخ الطبري (7/ 218). [5] تاريخ الطبري (7/ 219) تاريخ خليفة صـ277.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 637