responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 636
فتزوّدنَّ ليوم فقرك دائماً ... واجمع لنفسك لا لغيرك تجمع (1)

ومن شعره في الموت ورثاء مرداس قوله:
إن كنت كارهة للموت فارتحلي ... ثم اطلبي أهل أرضٍ لا يموتون
فلست واجدة أرضاً بها بشر ... إلاَّ يروحون أفواجاً ويغدون
إلى القبور فما تنفك أربعة ... بذي سرير إلى لحد يمشونا
يا حمز قد مات مرداسَ وأخوته ... وقبل موتهم مات النبيونا (2)

وقد شهد له النقّاد في الشعر بأن شعره كان يتسم بانتقاء مفرداته في غير توعر وإغراب، وبجزالة عباراته في نسق لا تعقيد فيه ولا التواء ولا اعتساف بتقديم وتأخير وكان يبتعد عن الخيال وما يجره من تهويل وتضخيم [3]، ومما يذكر في سيرة عمران بن حطان أن الحجّاج ظل يطارده ويطلبه طويلاً حتى ظفر به فقال للحرس: اضرب عنق ابن الفاعلة فقال عمران بئس ما أدبك به أهلك يا حجّاج أبعد الموت منزلة أمانعك عليها على ما كان منك أن ألقاك بمثل ما لقيتني به؟ فقال الحجّاج: صدق أطلقوا عنه فلما انطلق إلى الخوارج قالوا له ارجع إلى قتال الحجاج فوالله ما هو أطلقك الله الذي أطلقك فقال هيهات: غلَّ يداً مطلقها واستقر رقبة معتقها ثم قال:
أأقاتل الحجّاج عن سلطانه ... بيد تقر بأنها مولاته
ماذا أقول إذا وقفت حياله ... في الصف واحتجت له فعلاته
وتحدث الأقوام أن صنيعه ... غرست لدى فحنظلت نخلاته
تالله لو جئت الأمير بآلة ... وجوارحي وسلاحي آلاته (4)

هذا وقد توفي عمران بن حطان سنة 84هـ (5)

2 ـ أسباب فشل الخوارج في عهد عبد الملك:
فشلت ثورات الخوارج في تحقيق الهدف الذي كانت تسعى إليه لأسباب منها:
أـ أن الخوارج كانوا يخرجون في أعداد قليلة وفي أوقات متباعدة مما سهل على ولاة الدولة الأموية القضاء عليهم.
ب ـ طغيان مذهب التشيع على أهل الكوفة ومناقضة ذلك المذهب لمبدأ الخوارج وكره أهل الكوفة والشيعة عامة للخوارج لخروجهم على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وتكفيرهم أياه فساعد هؤلاء ولاة الدولة في غالب الأحيان على قتال الخوارج.

(1) تاريخ دمشق (46/ 339).
(2) المصدر نفسه (46/ 340).
[3] أدب السياسة في العصر الأموي صـ528، 529.
(4) الحجّاج بن يوسف الثقفي المفترى عليه صـ375.
(5) سير أعلام النبلاء (4/ 216).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 636
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست