responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 592
أنس, وخوليّ بن يزيد الأصبحي, وخلقٍ غير هؤلاء [1].
وكان مقتل عبيد الله بن زياد في يوم عاشوراء سنة سبع وستين, ثم بعث إبراهيم بن الأشتر برأس ابن زياد إلى المختار [2] , وتعاظم نفوذ المختار بعد انتصار جيشه على جيش ابن زياد, وسيطر على شمال العراق والجزيرة, وجعل يولي العمال من قبله على الولايات [3] , ويجبى إليه الخراج, وانضم إليه عدد
كبير من الموالي لبغضهم لبني أمية من ناحية [4] , ولأنه أغدق عليهم الأموال من ناحية ثانية [5]. وبدا كما لو أنه أقام دولة خاصة به في العراق بين دولتي ابن الزبير في الحجاز, وعبد الملك بن مروان في الشام [6].

1 - أسباب نجاح حركة المختار في مرحلتها الأولى:
نجحت حركة المختار في بداية الأمر للأسباب الآتية:
أ- الأرضية الملائمة, حيث العواطف ثائرة, والنفوس مشحونة, في وقت كانت حركة التوابين تلقى مصيرها الذي اختارت, عبر عملية استشهادية في نظر التوابين كان لها صداها المأساوي في الكوفة, ومن ناحية أخرى, فإن ابن الزبير لم يدعم وجوده بالكوفة بالجيوش وإغداق الأموال والتلطف للأعيان والأشراف والزعماء, وكانت وجهة نظره معتمدة على ترك تطاحن الأمويين مع اتباع المختار وما يترتب على ذلك من استنزاف لهما, ليكون ابن الزبير هو المستفيد من نتائج ذلك التطاحن [7].
ب- تودد المختار لبني هاشم, فكان يرسل الهدايا لهم, وعمل على كسبهم [8].
ج- الشخصية القيادية البارزة التي تمتع بها المختار, في الوقت الذي غابت فيه عن الكوفة الزعامة السياسية المحورية, القادرة على توحيد اتجاهات الحركة الشيعية واستيعاب التطورات المتلاحقة, ولا نهمل المكر والدهاء والمرونة,
والقدرة على استثمار الأحداث من مقتل الحسين, وحجر بن عدي, والتوابين, وتوظيف ذلك, كما امتازت شخصية المختار بقدرتها على المناورة [9].
د- البرنامج العملي الذي تقدم به, كان المدخل الاستقطابي لشريحة عريضة في المجتمع

[1] البداية والنهاية (11/ 66).
[2] تاريخ الطبري, نقلاً عن العالم الإسلامي في العصر الأموي ص484.
[3] نفس المصدر السابق.
[4] الدولة الأموية في الشرق, للنجار ص 143.
[5] العالم الإسلامي في العصر الأموي ص 484.
[6] نفس المصدر السابق.
[7] من دولة عمر إلى دولة عبد الملك ص205،204.
[8] عبد الله بن الزبير, للناطور ص 158.
[9] من دولة عمر إلى دولة عبد الملك ص205.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 592
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست