responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 591
من العرب رأيت ابن الزبير انتزى على الحجاز, ورأيت نجدة انتزى على اليمامة, ومروان على الشام, فلم أكن دون أحد من رجال العرب, فأخذت هذه البلاد, فكنت كأحدهم إلا أني قد طلبت وبالغت في ذلك إلى يومي هذا, فقاتل على حسبك إن لم تكن لك نية, فقال السائب: إنا لله وإنا إليه راجعون [1]. قال السائب ذلك لما تبين له أن المختار صنع كل ما صنع من أجل السلطان وحده, ولذلك يصف الذهبي المختار بالكذب وقلة الدين [2].
ظهر المختار في الكوفة في الوقت الذي كان فيه سليمان بن صرد الخزاعي
-زعيم التوابين- يستعد للذهاب إلى الشام, لقتال عبيد الله بن زياد, فحاول تثبيط الناس عنه, وقد نجحت دعايته وتجمع حوله نحو ألفين من الشيعة, وبقيت غالبيتهم مع سليمان بن صرد, وكانت نتيجة معركة عين الوردة من مصلحة المختار, فقد جاءته مصدقة لتوقعاته, كما أنه انفرد بزعامة الشيعة, ولجأ إليه الفارون من المعركة, فقويت حركته وكثر أتباعه, ثم ازداد مركزه قوة بانضمام إبراهيم بن الأشتر النخعي إليه, وهو من زعماء الكوفة, فثار على عبد الله بن مطيع العدوي, أمير الكوفة, من قبل عبد الله بن الزبير, فأخرجه منها وأحكم سيطرته عليها.
قضاء المختار على قتلة الحسين:
ولكي يثبت دعواه في صحة دعوته في المطالبة بدم الحسين, فقد تتبع قتلته
فقتل معظمهم في الكوفة [3] , ثم أعد جيشًا جعل على قيادته إبراهيم بن الأشتر, وأرسله إلى قتال عبيد الله, فالتقى به عند نهر الخازر بالقرب من الموصل, وحلت الهزيمة بجيش ابن زياد, الذي خر صريعًا في ميدان المعركة سنة 67هـ [4].
وقد قال ابن مفرّغ حين قتل ابن زياد:
إن المنايا إذا ما زُرن طاغية ... هتكن أستار حُجّاب وأبواب
أقول: بُعدًا وسحقًا عند مصرعه ... لابن الخبيثة وابن الكودن الكابي (5)
لا أنت زُوحِمت عن مُلك فتمنعه ... ولا متَتَّ إلى قوم بأسباب (6)

وقد شرع المختار في تتبع قتلة الحسين ومن شهد الوقعة بكربلاء من ناحية ابن زياد, فقتل منهم خلقًا كثيرًا, وظفر برءوس كبار منهم, كعمر بن سعد بن أبي وقاص أمير الجيش الذي قتل الحسين, وشمر بن ذي الجوشن أمير الألف الذي وَلُوا قتل الحسين, وسنان بن أبي

[1] تاريخ الطبري (6/ 677).
[2] سير أعلام النبلاء (3/ 539).
[3] العراق في العصر الأموي, ثابت الراوي ص250،251.
[4] الكامل في التاريخ (2/ 7).
(5) الكودن: البرذون الهجين أو البغل. الكابي: المنكب على وجهه.
(6) الكامل في التاريخ (2/ 9).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 591
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست