responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 588
رابعًا: حركة التوابين ومعركة عين الوردة 65هـ:
عندما عم الاضطراب أنحاء البلاد بعد موت يزيد وفرار عبيد الله بن زياد, شرع أنصار الحسين يتصلون ببعضهم البعض بهدف وضع خطة للثأر لدمه, إذ بعد استشهاده هزتهم الفاجعة وندموا على تقاعسهم عن نصرته والدفاع عنه, معترفين بخطيئتهم بحماسة شديدة, لذلك لم يجدوا وسيلة يكفرون بها عن هذا التقصير ويتوبون إلى الله بها من هذا الذنب الكبر سوى الثأر للحسين [1] , وأخذ الشيعة يعقدون الاجتماعات برئاسة سليمان بن صرد الخزاعي لدراسة الموقف, وأسلوب العمل الذي سيتبعونه, وغلب على هذه الاجتماعات موضوع التوبة والغفران, ثم شرعوا في تجييش الناس, وخرج التوابون من معسكرهم في النخيلة في شهر ربيع الأول 65هـ, وهو الموعد الذي حددوه لخروجهم, وكانت
المحطة الأولى في مسيرتهم الانتقامية في كربلاء حيث بلغوا قبر الحسين فاسترحموا عليه وبكوا وتابوا عن خذلانهم له, وبعد يوم وليلة من البكاء كان الحماس قد أخذ منهم حق العمق, فقرروا السير إلى الشام لقتال عبيد الله بن زياد باعتباره الرجل الذي أصدر الأمر بقتل الحسين, لأنهم وجدوا أنه الطريق الأجدى لتحقيق الانتقام [2] , ومر جيش التوابين ببلدة هيت على الفرات, ثم صعد مع النهر إلى أن وصل إلى قرقيسياء [3]. وكانت هذه المدينة هي أبعد المناطق في هذا الاتجاه التي اعترفت -ولو اسميًا- ببيعة ابن الزبير (4)
, واستقبل أمير قرقيسياء زفر بن الحارث الكلابي, جيش التوابين بحماسة, خاصة أنه قد جمعت الفريقين مصلحة مشتركة هي مقاتلة الأمويين, واقترح زفر عليهم توحيد صفوفهم مع أنصار ابن الزبير, إلا أنهم اعتذروا عن عدم قبول اقتراحه كما رفضوا نصيحته بالعدول عن قرارهم الانتحاري, واكتفوا بالتزود بما يحتاجون إليه من المدينة ثم مضوا إلى مصيرهم [5] , والتقى التوابون بالجيش الأموي في عين الوردة من أرض الجزيرة إلى الشمال الغربي من صفين في عام 65هـ, وخاضوا ضده معركة ضارية غير متكافئة بفعل قلة عددهم بالمقارنة مع عدد أفراد الجيش الأموي, أسفرت عن تدميرهم ومقتل زعمائهم باستثناء رفاعة بن شداد الذي تراجع بالبقية القليلة منهم إلى الكوفة [6].
وقد علق الذهبي على سليمان بن صرد زعيم جيش التوابين بقوله: كان دينًا عابدًا, خرج في جيش تابوا إلى الله من خذلانهم الحسين

[1] الكامل في التاريخ (2/ 635).
[2] تاريخ الطبري, نقلاً عن تاريخ الدولة الأموية, طقوش ص71.
[3] الكامل في التاريخ (2/ 638).
(4) تاريخ الطبري, نقلاً عن تاريخ الدولة الأموية, طقوش ص71 ..
[5] تاريخ الدولة الأموية, طقوش ص72, الكامل في التاريخ (2/ 639).
[6] تاريخ الطبري, نقلاً عن تاريخ الدولة الأموية ص72.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 588
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست