responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 589
الشهيد, وساروا للطلب بدمه, وسُموا جيش التوابين [1]. وعلق ابن كثير على جيش التوابين بقوله: لو كان هذا العزم والاجتماع قبل وصول الحسين إلى تلك المنزلة لكان أنفع له وأنصر من اجتماعهم لنصرته بعد أربع سنين [2] , وكان عمر سليمان بن صرد - رضي الله عنه - يوم قل ثلاثًا وتسعين سنة [3].
والحق أن الإنسان يقف مبهورًا أمام شجاعة التوابين وجرأتهم, فقد كان عددهم لا يتجاوز أربعة آلاف رجل, وخاضوا هذه المعركة بإيمان صادق, وعقيدة راسخة, وشجاعة نادرة, وصبر فائق, مع عشرين ألف جندي -على أقل تقدير- من أهل الشام, وأنزلوا بهم خسائر فادحة في الأرواح, وقتلوا منهم مقتلة عظيمة حتى خاضوا في الدماء, ولولا كثرة جيش الشام, حتى استطاعوا أن يلتفوا حولهم, ويضربوا عليهم طوقًا, وأحاطوا بهم من كل جانب, ثم رموهم بالنبل, لما استطاعوا الانتصار عليهم [4].
ولكنا إزاء هذا الإعجاب بشجاعتهم, وإخلاصهم وتفانيهم في القتال, لا نملك إلا أن نتساءل: أين كانت هذه الشجاعة يوم تركوا الحسين - رضي الله عنه - يواجه الموت هو وأهل بيته, دون أن يتحرك منهم أحد؟! [5].
وأما أهم أسباب فشل التوابين فهي:
1 - قلة عددهم إذا قورنوا بجيش الشام, فكان عدد التوابين أربعة آلاف مقاتل, بينما كان جيش خصومهم الذين اشتبكوا معهم عشرين ألفًا,
عدا من كان ينتظر مع عبيد الله بن زياد على سبيل الاحتياط.
2 - ضعف التوابين من الناحية العسكرية, فلا نستطيع أن نقارن أي واحد من قادة التوابين بقدرة ابن زياد أو حصين بن نمير من حيث الخبرة والقدرة العسكرية, وهذا يتفق مع وصف المختار الثقفي لسليمان بن صرد: إن سليمان رجل لا علم له بالحرب وسياسة الرجال [6].
3 - تخاذل التوابين عن الاشتراك, فعندما أحصى ابن صرد من بايعوا وجدهم ستة عشر ألفًا عدا أهل المدائن والبصرة الذين لم يتم تنسيقهم مع الآخرين, مع أن المشتركين في القتال هم أربعة آلاف.
4 - عدم اشتراك المختار الثقفي في القتال وليت الأمر كذلك, ولكنه كان يثبط الناس عن سليمان بن صرد [7].

[1] سير أعلام النبلاء (3/ 395).
[2] البداية والنهاية (11/ 697).
[3] المصدر نفسه (11/ 703).
[4] الأمويون, للوكيل (1/ 315).
[5] نفس المصدر السابق.
[6] أنساب الأشراف (5/ 207).
[7] سير أعلام النبلاء (3/ 540) , عبد الله بن الزبير, للناطور ص148.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 589
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست