responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 584
الأخرى إلى أن زوجته أم خالد بن يزيد سقته سمًا فمات أو وضعت وسادته على رأسه حتى مات [1] , وثالثة ترى أنه توفى وفاة طبيعية [2] , إن تناقض
الروايات يدل على أن الحقيقة غير معروفة, وأما الرواية التي تتهم زوجته بالقتل فتبدو كأنها أسطورة مختلقة رددتها الألسن, إما حبًا في الثرثرة, وإما طعنًا في الأسرة الأموية, وهذه الرواية غير مقبولة للأسباب الآتية:
1 - أنه لم يعرف عن نساء العرب مثل هذا الفعل, فضلاً عن كونها سيدة حرة شريفة تلتقي وإياه في عبد شمس.
2 - مكانة مروان بن الحكم من قومه وتوليته الخلافة يجعل من الصعوبة بمكان الإقدام على مثل هذا الفعل له؛ وذلك للنتائج المترتبة عليه فيما بعد.
3 - لم يظهر أي أثر لهذا الاغتيال في الأسرة الأموية, خاصة بين
خالد بن يزيد وعبد الملك بن مروان, مما يدل على أن هذه الرواية غير صحيحة.
أما الرواية التي تشير إلى موته الطبيعي وإصابته بالطاعون فإنها محتملة؛ لأنه كان قد تجاوز الستين من العمر [3] , فضلاً عن الجهد الذي بذله في أواخر أيامه, مما يدعم التعويل على موته الطبيعي [4].

المبحث الثالث: عبد الملك بن مروان وصراعه مع ابن الزبير
أولاً: اسمه ونسبه وكنيته وشيء من حياته:
1 - اسمه ونسبه وكنيته:
هو عبد الملك بن الحكم بن أبي العاص بن أمية, أبو الوليد الأموي, وأمه عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية [5].

2 - مولده ووصفه:
كان مولده ومولد يزيد بن معاوية في سنة ست وعشرين, وقد كان عبد الملك قبل الخلافة من العباد الزهاد الفقهاء, الملازمين للمسجد, التالين للقرآن, وكان ربعة من الرجال أقرب إلى القصر, وكانت أسنانه مشبكة بالذهب, وكان أفْوَه مفتوح الفم, فربما غفل فينفتح فمه فيدخل فيه الذباب, فلهذا كان يقال له: أبو الذِّبان, وكان أبيض ربعة ليس بالنحيف ولا البادن,

[1] مروج الذهب (3/ 89) , الدور السياسي لأهل اليمن في الشام, ص60.
[2] الطبقات (5/ 226).
[3] الأخبار الطوال ص286.
[4] الدور السياسي لأهل اليمن في الشام ص60.
[5] البداية والنهاية (11/ 377).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 584
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست