responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 583
العزيز وذلك سنة 65هـ مستعينًا بحسان بن مالك بن بحدل بعد أن أخبره بما يردده عمرو بن سعيد ابن الأشدق بأن الأخير هو ولي العهد, فقال حسان: أنا أكفيك عمرًا. لهذا جمع الناس وخطبهم فبايع الجميع لعبد الملك ثم لعبد العزيز ولم يتخلف أحد [1].
ويعتبر بعض المؤرخين أن من أهم أعمال مروان بن الحكم تولية ولديه ولاية العهد, وذلك لحفظ الخلافة في البيت المرواني من جهة, ولوضع حد للتنافس على الخلافة بين بني أمية من جهة ثانية, ولتفادي المشاكل التي ربما تحدث بشأن الخلافة, كما حدثت بعد موت معاوية الثاني [2].
والملاحظ أن مروان بن الحكم نقض بعض مقررات مؤتمر الجابية المتعلقة بولاية العهد ولم يلتزم بعهوده, وكان راغبًا في حصر الخلافة في أبنائه, فآثر إسقاط وعوده ونقضها على المحافظة على طموحاته ورغباته, وأوجد معادلة فيها مطامع ومصالح مشتركة مع المعارضين له, مما جعلهم يستجيبون لدعوته إلى تولية أبنائه ولاية العهد من بعده, فقد عمل على التحرش بخالد بن يزيد وتعمد إهانته أمام الآخرين, بغية تحجيمه وإعطاء صورة للناس بعدم صلاحيته
للخلافة, ثم خطا الخطوة التالية فأخذ البيعة لولديه عبد الملك وعبد العزيز في بداية سنة 65هـ [3] , لقد استطاع مروان -بدهائه ومكره وجهوده المتوالية- الخروج بأزمة الحكم الأموي من حالة الضياع إلى مركز الصدارة والقيادة, وهذا لم يكن حدثًا عاديًا محدود التأثير, وإنما هو عودة جديدة للحكم بعد تثبيته في الشام ومصر من جهة, وتجريد السفيانيين من الخلافة وتحويلها إلى المروانيين من جهة ثانية, ولم يكن ثمة ما يحول دون استمرار التقدم عند ابنه عبد الملك لنزع الخلافة من الخليفة الشرعي عبد الله بن الزبير, ثم يتفرغ للقيام بالعديد من الإصلاحات التي جعلته المؤسس والمجدد الحقيقي لمؤسسات الدولة الأموية, وتعميق الحكم العضوض بها, مع وجود بعض الحسنات التي لا تنكر للملك الأموي الجديد.
توفى مروان بن الحكم بدمشق لثلاث خلون من شهر رمضان سنة 65هـ وهو ابن ثلاث وستين سنة, وصلى عليه ابنه عبد الملك, وكانت مدة حكمه تسعة أشهر وثمانية عشر يومًا, ودفن بين باب الجابية وباب الصغير [4] , وكان آخر ما تكلم به مروان: وجبت الجنة لمن خاف النار. وكان نقش خاتمه:
العزة لله, وفي رواية: آمنت بالله العزيز الرحيم [5] , وقد اختلف في سبب وفاته؛ إذ وردت ثلاث روايات فيها: الأولى ترى أنه توفى بالطاعون [6] , وتذهب

[1] الأنساب للبلاذري (5/ 150) , الدور السياسي لأهل اليمن في الشام ص58.
[2] الدور السياسي لأهل اليمن في الشام ص58.
[3] البداية والنهاية (11/ 715).
[4] المصدر نفسه (11/ 714).
[5] المصدر نفسه (11/ 713)
[6] مروج الذهب (3/ 89) , الدور السياسي لأهل اليمن في الشام ص59.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 583
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست