responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 582
إلى الشام عين ابنه عبد العزيز واليًا عليها, وأوصاه وصية تدل على حنكة سياسية, وخبرة واسعة, وكان عبد العزيز قد توجس وأخذته وحشة من بقائه في مصر فقال لأبيه: يا أمير المؤمنين, كيف المقام ببلد ليس به أحد من بني أبي؟ فقال له:
يا بني, عُمهم بإحسانك يكونوا كلهم بني أبيك, واجعل وجهك طلقًا تصفُ لك مودتهم, وأوقع إلى كل رئيس منهم أنه خاصتك دون غيره, يكن لك عينًا على غيره, ويَنْقَد قومه إليك, وقد جعلت معك أخاك بشرًا مؤنسًا, وجعلت موسى بن نصير وزيرًا ومشيرًا, وما عليك يا بني أن تكون أميرًا بأقصى
الأرض, أليس أحسن من إغلاق بابك وخمولك في منزلك؟ [1].
بعد رجوع مروان بن الحكم قافلاً من مصر أقدم على تجهيز حملتين ضد ابن الزبير في محاولة منه لإعادة العراق والحجاز, فكانت الحملة ضد العراق بقيادة عبيد الله بن زيادة, وكانت مهمتها الأولى هي محاصرة زفر بن الحارث الكلابي والتخلص منه ثم التقدم نحو العراق, حيث مصعب بن الزبير, ولكن هذه الحملة لم تحقق شيئًا من أهدافها في عهد مروان؛ إذ سارع إليه الأجل وتوفى وهي في طريقها لمحاصرة زفر بن الحارث في قرقيسيا, وعند مجئ عبد الملك أقر هذه الحملة -التي سوف نعرض للحديث عنها فيما بعد- أما ما يتعلق بالحجاز فقد جهز مروان جيشًا من فلسطين يقدر بستة آلاف وأربعمائة فارس بقيادة حبيش بن دلجة القيني, وكان في الجيش الحجاج بن يوسف ووالده, اتجه هذا الجيش نحو الحجاز, ولما وصل إلى وادي القرى هرب عامل ابن الزبير على المدينة [2] , واستمرت الحملة إلى عهد عبد الملك بن مروان [3].

رابعًا: تولية العهد لعبد الملك ووفاة مروان بن الحكم:
ختم مروان بن الحكم أعماله بعقد البيعة لولديه عبد الملك بن مروان وعبد العزيز بن مروان مجسدًا لمبدأ التوريث, وكان ذلك قبل وفاته بأقل من شهرين [4] , وبعد نجاحه بإعادة مصر إلى الحكم الأموي, بدأ مروان بالتخطيط لاستبعاد خالد بن يزيد وعمرو بن سعيد الأشدق من ولاية العهد الذي قرر في مؤتمر الجابية, فتزوج أم خالد بن يزيد, وعمل للحصول على موافقة حسان بن
مالك بن بحدل الكلبي بتولية العهد لولديه وإبعاد خالد بن يزيد وعمرو بن سعيد الأشدق, فوافقه حسان على ذلك, وقد كان عمرو بن سعيد الأشدق هو الذي يطالب بولاية العهد بعد مروان, وأعلن ذلك بعد رجوعه من قتال مصعب بن الزبير عندما حاول إعادة ناتل بن قيس الجذامي إلى فلسطين [5] , مما دعا مروان بن الحكم إلى أن يعهد لابنيه عبد الملك وعبد

[1] الولاة والقضاء ص47.
[2] أنساب الأشراف (5/ 150،151) , الدور السياسي لأهل اليمن ص57.
[3] الدور السياسي لأهل اليمن ص57, عبد الملك بن مروان, لضياء الدين الريس ص60.
[4] تاريخ خليفة نقلاً عن عبد الملك بن مروان, للريس ص60.
[5] أنساب الأشراف (5/ 149).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 582
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست