اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 418
أـ عبد الله بن عمر رضي الله عنه في مجلس معاوية رضي الله عنه:
فلما قدم معاوية مكة، وقضى نسكه بعث إلى ابن عمر فقدم عليه فتشهد معاوية وقال: أما بعد يا ابن عمر فإنك قد كنت تحدثني أنك لا تحب أن تبيت ليلة سوداء وليس عليك أمير، وإني أحذرك أن تشق عصا المسلمين، وأن تسعى على فساد ذات بينهم، فرد ابن عمر على معاوية، وبين له كيف كانت طريقة بيعة الخلفاء الراشدين، وذكر له كيف أن لهم أبناء خير من يزيد، فلم يروا في أبنائهم ما يرى معاوية في يزيد ثم بين له أيضاً أنه لا يريد أن يشق عصا المسلمين وأنه موافق على ما تجتمع عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فأثلج هذا القول صدر معاوية رضي الله عنه وقال: يرحمك الله [1]. فقد أشترط أبن عمر حدوث الإجماع على بيعة يزيد حتى يعطيه البيعة [2]، وكان معاوية رضي الله عنه قد أرسل بمائة ألف درهم لابن عمر، فلما دعا معاوية لبيعة يزيد قال: أترون هذا أراد، إن ديني إذا عندي لرخيص [3]، وكان ابن عمر رضي الله عنه يرى أنه لا يجوز أن يؤخذ على البيعة الدراهم، لأنها من باب الرشوة فإن كانت البيعة حقاً فلا يجوز له أن يأخذ على الحق أجراً وإن كانت باطلاً، فلا يجوز له أن يبذل البيعة لمن لا يستحقها من أجل المال [4]. موقف ابن عمر رضي الله عنه هو عدم الرضا بالأسلوب الوراثي للحكم أو أخذ البيعة عن طريق المال [5].
ب ـ عبد الرحمن بن أبي بكر في مجلس معاوية رضي الله عنهم:
وخرج ابن عمر ـ من مجلس معاوية ـ واستدعى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، فأخذ معاوية في الكلام، فقاطعه عبد الرحمن ورد عليه بلهجة شديدة، وذكر أنه يمانع بيعة يزيد، وطلب أن يكون الأمر شورى، وتوعد معاوية بالحرب [6]. ثم قام فقال معاوية: اللهم اكفنيه بم شئت، وطلب منه أن يتمهل وأن لا يعلن رفضه أمام أهل الشام فيقتلوه، فإذا جاء العشي وبايع الناس ثم يكن بعد ذلك على ما عنده من رأي [7]. وكان الأولى لمعاوية رضي الله عنه أن يطلب من أهل الشام ألا يتعرضوا لمن خالفه
جـ ـ عبد الله بن الزبير رضي الله عنه:
ثم استدعى ابن الزبير، واتهمه معاوية بأنه السبب في منع البيعة، وأنه وراء ما حدث من ابن عمر وابن أبي بكر، فردّ عليه ابن الزبير وطلب منه أن يتنحى عن الإمارة إن كان ملّها ثم طلب من معاوية أن يضع يزيد خليفة بدلاً منه فيبايعه. ثم استدل [1] تاريخ خليفة صـ214، 215 بسند صحيح. [2] الفقهاء والخلفاء د. سلطان خالد صـ58. [3] الطبقات (4/ 182) بسند صحيح. [4] موسوعة فقه ابن عمر صـ153 قلعجي. [5] الفقهاء والخلفاء صـ59. [6] تاريخ خليفة صـ213، 214 بسند صحيح، مواقف المعارضة صـ103. [7] تاريخ خليفة صـ214،تاريخ أبي زرعة (1/ 229) بإسناد صحيح.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 418