responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 417
خذوه، فدخل بيت عائشة، فلم يقدروا عليه [1]، فقال: إن هذا الذي أنزل الله فيه ((وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي)) (الاحقاف، الآية: 17) فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري [2].
وقد سبق طلب مروان بن الحكم من أهل المدينة البيعة ليزيد تمهيد من معاوية رضي الله عنه حيث أرسل رسالة لم يذكر فيها يزيد وإنما جاء فيها: إني قد كبرت سني وخشيت الاختلاف على الأمة بعدي، وقد رأيت أن أتخير لهم من يقوم بالأمر بعدي، وكرهت أن اقطع أمراً دون مشورة من عندك فاعرض عليهم ذلك، وأعلمني بالذي يردون عليك فقام مروان في الناس فأخبرهم بما أراد معاوية فقال الناس: أصاب معاوية، ووفق وقد أحببنا أن يتخير لنا فلا يألوا [3]،ولكن عندما ذكر في المرة التالية اسم يزيد امتنع أهل المدينة في بداية الأمر وعبَّر عبد الرحمن بن أبي بكر عمّا في نفوسهم [4].
ومما سبق نلاحظ أن مروان بن الحكم لم يوفق في المهمة التي كلفه بها معاوية رضي الله عنه، وعند ذلك قرر معاوية المجيء بنفسه إلىالحجاز ومعرفة موقف الصحابة من هذه القضية المهمة ـ فجاء رضي الله عنه معتمراً في شهر رجب من سنة 56 هـ [5]، فلما علم عبد الرحمن بن أبي بكر وابن عمر وابن الزبير بقدوم معاوية خرجوا من المدينة، واتجهوا من المدينة إلى مكة [6]، فلما قدم معاوية المدينة خطب الناس وحثهم على البيعة وبيّن أن يزيد هو أحق الناس بالخلافة [7]، ثم قال: قد بايعنا يزيد فبايعوه [8]، ويبدو أن معاوية قد ذكر أنه يخشى على ابن عمر وغيره من القتل إن مانعوا، ويقصد بخوفه عليهم من أهل الشام، الذين لا يمكن أن يتصوروا أن أحداً يخالف أمير المؤمنين في أمر اتفق عليه كثير من الناس، فقد ذكر أن معاوية قال: والله ليبايعنَّ ابن عمر أو لاقتلنّه، فلما بلغ الخبر عبد الله بن صفوان [9]، غضب وعزم على مقاتلة معاوية إن ثبت هذا. فلما سأل معاوية أنكر ذلك وقال: أنا اقتل ابن عمر: إني والله لا أقتله [10].

[1] المصدر نفسه رقم 4827 وفي البخاري رواية أخرى.
[2] المصدر نفسه رقم 4827.
[3] المدينة في العصر الأموي صـ88 نقلاً عن الكامل في التاريخ.
[4] مواقف المعارضة صـ99.
[5] البداية والنهاية (11/ 305).
[6] التاريخ الصغير للبخاري (1/ 103) إسناد حسن.
[7] تاريخ خليفة صـ213، 214 إسناده حسن.
[8] الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير (1/ 262) حسن مشهور.
[9] التقريب صـ308 قتل عام 73 هـ بالكعبة مع ابن الزبير.
[10] الطبقات (4/ 83) بسند صحيح، تاريخ خليفة صـ214 ـ 215 بسند صحيح، مواقف المعارضة صـ101، 102.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 417
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست