responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 304
أخرى، فقد ترك معاوية رضي الله عنه الإصلاحات الضرورية لعماله على الأقاليم ليقوم كل واحد منهم بواجبه تجاه الإقليم الذي يرى شؤونه [1]، وقد أصبح التقسيم الإداري للدولة في عهده كالآتي: دمشق عاصمة للدولة، وقسم البلاد إلى ولايات يحكم كل ولاية منها وال من قبل الخليفة، وكان لكلِّ سلطة غير محدودة في الولاية التي يحكمها، وفي بعض الأحيان أطلقت الدولة للوالي سلطة التصرف كما يشاء، حتى كان بعضهم يقتل وينفي، ويسجن، ويشرد، ... وقد لاحظنا أن هذا الحكم المطلق لم يتكرر، بل كان دائماً محصوراً في ولاية العراق، وذلك لما كان يحدث فيها من اضطرابات وفتن أكثر من غيرها، وكان الخليفة يختار لهذه الولاية ولاة مشهورين بالحزم والشدة، فكان زياد بن أبيه من أشهر ولاة معاوية، أما بقية الولايات فكانت تحكم بطابع الدولة المألوف، فالوالي مقيد بأوامر الخليفة، لا يقضي إلا بعد رأيه، ولا يفصل إلا بعد مشاورته، وكان الوالي يرجع إلى الخليفة في كل ما يتصل بالمصالح العامة، فإذا كان الأمر خاصاً بولايته له أن يتصرف فيه بحسب ما يحقق المصلحة العامة، وإلا فهو مسؤول أمام الخليفة عن كل تصرفاته وكان ولايات الدولة الكبرى في عهد معاوية [2]، دمشق العاصمة، والبصرة، والكوفة، والمدينة ومكة، ومصر وغيرها وأما ولاة الأمصار في عهد معاوية فسوف نتحدث عنهم في حديثنا عن كل إقليم بإذن الله تعالى:

أولاً: البصرة: ومن أشهر ولاتها في عهد معاوية فهم:
1 ـ بسر بن أرطأة رضي الله عنهتولى الولاية عام 41 هـ وجاءت روايات لم تصل إلى درجة الصحة تشير إلى تعرض بسر لأبنا زياد بن أبيه [3] ثم عزل وعين بدله عبد الله بن عامر:
2 ـ عبد الله بن عامر رضي الله عنه: 41 ـ 44 هـ: ففي هذه السنة أي 41 هـ ولى معاوية عبد الله بن عامر البصرة، وحرب سجستان [4]، وخراسان [5]. ولم يكن تعيين عبد الله بن عامر على البصرة لأسباب شخصية، لأنه لم ترد رواية صحيحة تؤكد ذلك ولكن اختيار معاوية رضي الله عنه له كان نتيجة خبرته السابقة في ولاية البصرة وحرب سجستان وخراسان أيام عثمان، فما كان من معاوية إلا أن أسند الأمن إلى أهله، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب [6]، وبعد أن مضى ابن عامر ثلاث سنوات

[1] المصدر نفسه صـ 83.
[2] الدولة الأموية (1/ 97) محمد سيد الوكيل.
[3] تاريخ الطبري (6/ 82).
[4] سجستان: تقع حالياً جنوب غرب أفغانستان.
[5] تشمل حالياً: شمال شرق إيران، وشمال غرب أفغانستان.
[6] مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري صـ 234.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست