responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 303
لرعايا الدولة من غير المسلمين أيضاً حرية تامة هي ممارسة طقوسهم الدينية: فاستجاب لطلب نصارى دمشق بعدم زيادة كنيسة يوحنا في مسجد دمشق [1]. كما: رممّ لهم كنيسة الرَّها (أُديسَّا) والتي كانت قد تهدمت من جراء الزلازل [2].
كما بنيت أول كنيسة بالفسطاط في حارة الروم في ولاية مسلمة بن مخلد الأنصاري على مصر ما بين عامي47 هـ، 68 هـ [3]. كما استعان معاوية رضي الله عنه بمهندسين وفنّيين من غير المسلمين في بناء قصر الخضراء بدمشق الذي اتخذه معاوية مقراً لإقامته في فترة إمارته على بلاد الشام ثم في فترة خلافته بعد ذلك ويروي البلاذري أنهم بنوه لمعاوية رضي الله عنه من الحجارة بعد أن كان قبل مبنياً باللِّبن والطين [4]. وكما كانت سياسة التسامح مع الرعايا غير المسلمين هي الطابع المميز لفترة خلافة معاوية رضي الله عنه كذلك نرى سياسة التعاطف والإهتمام المتزايد وحسن المعاملة تجاه الموالي من المميزات الأخرى في عصر معاوية. فنجد معاوية رضي الله عنه استعان بكثير من الموالي في إدارة بعض شؤون الدولة: فعين مولاه عبد الله بن درّاج على خراج الكوفة ومعونتها في ولاية المغيرة بن شعبة [5]. وكان وردْان مولاه على خراج مصر في ولاية عتبة بن أبي سفيان [6]، وكان على حرسه رجل من الموالي يقال له المختار وقيل رجل يقال له مالك ويكن أبا المخارق مولى لحمير وكان على حجابه سعد مولاه [7]. وكان يلي أمواله بالحجاز أيضاً. وهو الذي قال فيه: معاوية: أغبط الناس عيشاً مولاي سعد، كان يتربع جدَّة، ويتقيَّظ الطائف، ويشتو بمكة [8]. واتخذ زياد بن أبي سفيان من مهران مولاه، حاجباً له وكاتبه على الخراج في العراق [9]. وكان أبو المهاجر دينار مولى لمسلمة بن مخلد الأنصاري فتولى له إدارة شؤون المغرب (10)
في سنة 55 هـ وبالرغم من هذه الأمثلة نجد أن عباس محمود العقاد يشير إلى أن معاوية كان لا يلتفت إلى الموالي، وردّد ما سبقه إليه المستشرقون في طعنهم في تسامح معاوية رضي الله عنه مع الموالي، رغم ما تزخر به المؤلفات العربية القديمة من أمثلة على هذا التسامح [11]، ومن ناحية

[1] خلافة معاوية للعقيلي صـ80.
[2] الأمويون والبيزنطيون صـ291.
[3] فتوح مصر صـ132، غير المسلمين في المجتمع الإسلامي للقرضاوي صـ20ـ21.
[4] أنساب الأشراف (4/ 147).
[5] خلافة معاوية للعقيلي صـ81.
[6] الإدارة في العصر الأموي، خماش صـ347.
[7] أنساب الأشراف (4/ 54، 63) خلافة معاوية صـ 82.
[8] معجم البلدان (4/ 12) خلافة معاوية صـ82.
[9] تاريخ خليفة صـ 212.
(10) خلافة معاوية للعقليل صـ82 ..
[11] خلافة معاوية صـ82.
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست