responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 180
بلى يا رب. قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم وأتصدق, فيقول الله له: كذبت, وتقول له الملائكة: كذبت, ويقول الله تعالى: بل أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذلك, ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله, فيقول الله له: فبماذا قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت. فيقول الله تعالى له: كذبت, وتقول له الملائكة: كذبت, ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذلك, ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال: يا أبا هريرة, أولئك الثلاثة أول خلق الله تُسعَّر بهم النار يوم القيامة.
فعند ما سمع معاوية هذا الحديث قال: قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس؟ ثم بكى معاوية بكاءً شديداً حتى ظن من حوله أنه هالك, ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه وقال: صدق الله ورسوله: ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ? أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ([1]) " (سورة هود، الآيتان: 15و16) هذه أهم صفات معاوية التي خرجت لي عند البحث في سيرته.

ثالثاً: ثناء العلماء على معاوية ودخول دولة بني أميه في خير القرون:
1 - عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
قال عمر بن الخطاب: تذكرون كسرى وقيصر ودهاءهما وعندكم معاوية [2] , وقال أبو محمد الأموي: خرج عمر بن الخطاب إلى الشام فرأى معاوية في موكب يتلقاه, وراح إليه في موكب, فقال له عمر: يا معاوية, تروح في موكب وتغدو في مثله, وبلغني أنك تصبح في منزلك وذوو الحاجات بباك: قال يا أمير المؤمنين إن العدو بها قريب منا, ولهم عيون وجواسيس, فأردت يا أمير المؤمنين أن يروا للإسلام عزاً، فقال له عمر: إن هذا لكيد رجل لبيب, أوخدعة رجل أريب؛ فقال معاوية: يا أمير المؤمنين, مرني بما شئت أصر إليه؛ قال: ويحك: ما ناظرتك في أمر أعيب عليك فيه إلا تركتني ما أدري آمرك أم أنهاك [3].

2 - علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: لا تكرهوا إمارة معاوية فوالله لئن فقد تموه لترون رؤوساً تندر عن كواهلها كأنها الحنظل [4]. فهذا توجيه من أمير المؤمنين علي لأصحابه لعدم كراهيتهم إمارة معاوية.

3 - عبد الله بن عمر رضي الله عنهقال: ما رأيت أحداً أسود من معاوية قال: قلت: ولا عمر؟ قال: كان عمر خيراً منه وكان معاوية

[1] رواه الترمذي والحاكم عن أبي هريره وصححه الألباني 1713.
[2] المعجم الكبير (5/ 330) مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري ص 83.
[3] أنساب الأشراف (4/ 147) , الاستيعاب رقم الترجمة 2346 مرويا خلافة معاوية في تاريخ الطبري ص 84.
[4] البداية والنهاية (11/ 430).
اسم الکتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست