responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 509
ومع تضافر الأدلة وتواترها ووضوحها في النهي عن كل السبل المفضية إلى الشرك وتحذير النبي - صلى الله عليه وسلم - وتشديده في ذلك قبل وفاته، كقوله - صلى الله عليه وسلم - في الصحيحين: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا).
قالت عائشة رضي الله عنها: ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن كره أن يتخذ مسجداً [1]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " لعن الله زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج " [2].
وقال - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت بخمس: " إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك " [3].
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم لاتجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " [4]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " لاتجلسوا على القبور، ولاتصلوا إليها " [5].
وحين ذكرت له بعض نسائه كنيسة رأينها في أرض الحبشة فيها تصاوير، قال - صلى الله عليه وسلم -: " إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، ثم صوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله " [6].
ونهيه - صلى الله عليه وسلم - أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه، وجاء في رواية أخرى النهي عن الكتابة على القبور [7] وفي أواخر الدولة العثمانية كثر على غير العادة تشيد القباب وتبنى الأضرحة وإقامة المشاهد، وتحديث المزارات حتى لكأن هذه النصوص جاءت تأمر بالبناء على القبور، وتذكر فضله وتحث عليه.
وزاد الأمر سوءاً أن بعض الفقهاء أفتوا بجواز بناء القباب على القبور إذا كان الميت فاضلاً، واحتجوا بقولهم: إن بعض السلف استحسن ذلك، وزاد الطين بلة أنهم أودعوا تلك الآراء الفاسدة في مصنافتهم التي يعكف على دراستها الطلاب [8].
وأول من أحدث هذه المشاهد الشركية، والمزارات الوثنية في الأمة هم الشيعة.

[1] البخاري، كتاب الجنائز، باب مايكره من اتخاذ المساجد على القبور رقم 1330.
[2] الترمذي، كتاب الجنائز، باب ماجاء أن يتخذ على القبر مسجداً، رقم 320.
[3] مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد، رقم 532.
[4] رواه مالك في الموطأ (1/ 172).
[5] مسلم، كتاب الجنائز، باب النهي عن الجلوس على القبور، رقم 972.
[6] البخاري: كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية رقم 427.
[7] الترمذي، كتاب الجنائز، باب ماجاء في كراهية تجصيص القبور، صححه الألباني رقم 757.
[8] الانحرافات العقدية والعلمية (1/ 272،273).
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 509
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست