responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 492
واستمر حزب الرفاه في جهاده السلمي والتوغل المتزن في أعماق الشعب المسلم التركي الذي لاتزال أعمال حزب السلامة في ذاكرته ووجدانه والتي أعادت للمجتمع التركي وجوده وحضوره الاسلامي واستطاع حزب الرفاه الذي هو امتداد لحزب السلامة في مارس عام 1994م أن يتحصل على أهم وأكبر البلديات في تركيا، وعلى فوزه بانتخابات ديسمبر عام 1995م كأكبر حزب في البلاد، تسلم على أثرها السلطة في إتئلاف حكومي مع حزب الطريق القويم في يونيو 1996م [1] وأصبح المجاهد الكبير نجم الدين أربكان رئيس الوزراء وقام بإصلاحات اقتصادية رائعة وارتفعت الرواتب في فترة وجيزة، وتقدم مندفعاً كالسهم نحو الدعوة لإقامة سوق اسلامية مشتركة ورفض دخول تركيا السوق الأوروبية المشتركة، فكانت دعوة الى قيام أمم إسلامية متحدة، ومجلس إسلامي مشترك، وضرب ممثلوا حزب الرفاه في البلديات وعلى مستوى الدولة أروع الأمثلة في النزاهة والعفة وطهارة اليد والمقدرة على التخطيط واهتمت مؤسسات الحزب بتقديم وتحسين أداء الخدمات للمواطنين وتعاطف الشعب التركي مع حزب الرفاه حتى كثير من المومسات أعطين أصواتهن لحزب الرفاه الذي عمل على إيجاد فرص للعمل الشريف لهن وترك بيوت الدعارة والفساد والرجوع الى الله بالتوبة والمغفرة.
ولقد عالج ممثل الرفاه والذي تولى بلدية استانبول مشاكل العاصمة بكل جدارة وتضاعفت ميزانية البلدية بعد أن كانت دائماً تشتكي من العجز المالي بسبب الاختلاس.
لم يرضى اليهود والعلمانيون عن هذه المكاسب العظيمة التي حققتها الحركة الاسلامية في تركيا فدفعوا قادة الجيش لممارسة ضغوطهم على الاحزاب حتى قضوا على التحالف بين حزب الطريق القويم وحزب الرفاه وتقدم حزب علماني متطرف مدعوم بقوة العسكر ورجال الاقتصاد العلمانيين وقدموا حزب الرفاه الى المحكمة الدستورية التي حكمت بحل حزب الرفاه ومصادرة أملاكه عام 1997م ولايزال الاسلاميون في تركيا يديرون صراعهم مع اليهود والعلمانيين وأعداء الاسلام بكل جدارة وشجاعة وذكاء واني على يقين راسخ لا يتزعزع ان الحركة الاسلامية في تركيا ستصل الى الحكم وتطبق شرع الله بإذن الله، لأن كل المؤشرات والسنن تقول بذلك.
واختم بالتجربة الاسلامية في تركيا هذا الحوار للأستاذ والمجاهد الكبير الذي نخر أعمدة العلمانية في تركيا البرفسور نجم الدين أربكان، سأله صحفي مسلم مشهور بقوله: إن

[1] انظر: تحديات سياسية تواجه الحركة الاسلامية، مصطفى الطحان، ص118.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 492
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست