اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 491
وبدأت القيادة العسكرية في تركيا تبحث عن حل لمشاكلها السياسية وإرضاء الضغوط الأوربية التي اتهمت تركيا بخرق حقوق الإنسان ويجب عليها إعادة الديمقراطية من جديد، فشكلت لجان جديدة لصنع دستور للبلاد بحيث يعطي الرئيس التركي الحق في فرض حالة الطوارئ، وحل البرلمان، والدعوة إلى انتخابات جديدة، وبذلك يكون باستطاعت العلمانيين قطع محاولات الإسلاميين المستمرة للقضاء على الدستور العلماني، وعدلت القوانين بحيث تكون للقيادة العسكرية حق الاحتفاظ ببعض السيطرة على الحياة السياسية في تركيا.
وبعد إعلان الدستور الجديد في عام 1982 تكونت أحزاب سياسية وظهر حزب الرفاه وهو امتداد طبيعي لفكر السلامة الوطني وبدأت العناصر الإسلامية تتوافد على هذا الحزب الجديد والذي تعرض لمعارضة الجيش والضغط عليه لمنعه من دخول انتخابات عام 1983م، إلا أنه خاض الانتخابات وحصل على نسبة 5% من الأصوات [1].
إضافة إلى ذلك، اشترك حزب الرفاه في انتخابات تشرين أول 1987م، حيث فاز 7.06% من الأصوات [2].
وبدأت الجماعات الإسلامية تتمحور حول حزب الرفاه وشرع حزب الرفاه في قيادة الحركة الإسلامية في كافة المدن التركية، وحتى المحافظات الكبرى والقرى المتباعدة الأطراف، وانتعشت الحركة الاسلامية مع استلام أوزال السلطة وهو المتعاطف مع الاسلام في تركيا خاصة وأن أعداداً كبيرة من قيادة حزبه -حزب الوطن الأم- من الوجوه الاسلامية المعروفة في تركيا ودخلت كوادر قيادية هامة من حزب السلامة المنحل الى حزب الوطن الأم الذي نجح في انتخابات عام 1983م بأغلبية كبيرة، وشجعت حكومة أوزال نشاط المساجد والمدارس الدينية واهتم وزير الدولة المشرف على الشؤون الدينية (كاظم اكصوي) بدروات تعليم القرآن الكريم والتي كانت في بداية الثمانينات 200 دورة رسمية ووصلت الى 3000 دورة في عام 1987م ونشطت الطرق الدينية، وقام كاظم اكصوي يجعل بعض المؤسسات الدينية والبنوك مثل بنك الأوقاف من أهم المراكز التي تغذي الحركة الاسلامية في تركيا [3]. [1] انظر: الحركات الاسلامية الحديثة في تركيا، ص179. [2] انظر: الحركات الاسلامية الحديثة في تركيا، د. النعيمي، ص179. [3] المصدر السابق نفسه، ص183.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 491