اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 484
من الدستور [1].
بعد هدوء جو العنف والقلق السياسي في السياسة الداخلية التركية من جراء الأحكام العرفية؛ قام أربكان بلم شعث حزب النظام الوطني وأسس حزباً جديداً أطلق عليه حزب السلامة الوطني.
استطاع حزب السلامة الوطني خلال مدة قصيرة لاتتجاوز ثمانية أشهر من تنظيم قواعد في 67 محافظة، وأعلن نجم الدين أربكان بأن نجاح حزبه خلال هذه المدة يعود الى تعاطف الرأي العام المحلي مع الحزب الذي ينادي بأهمية الأخلاق الدينية والمواقف المعنوية، وعلى هذا الأساس فقد أكد حزب السلامة الوطني في برنامجه على مايأتي:
(قيام تجمع يعتمد الفضيلة والأخلاق ويعطي القيمة المعنوية للانسان مثلما نصت عليه المادتان العاشرة والرابعة عشرة من الدستور والتي تؤكد على القيمة المعنوية للإنسان على أساس من الأخلاق والفضيلة) [2]. أهم أعمال حزب السلامة:
- عندما شعر حزب السلامة بقوته، وصار جزءاً من الحياة السياسية في تركيا شرع منظروا الحزب بشن حملة إعلامية منظمة على أسس العلمانية في تركيا وبينوا للناس إن الإطار السياسي لتركيا الجديدة يناقض المبادئ السياسية للإسلام ويقضي الإسلام بتوحيد السلطات السياسية والدينية تحت سيطرة الدين، وفي هذا المعنى، فإن العلمانية، والنظام العلماني ضد الإسلام، والشريعة والدين وخاصة تطبيقها في تركيا، فإنها صممت لضمان الزندقة [3].
ويردف هؤلاء: " إن الخونة والكذابين هم وحدهم الذين يقولون بأن الدين والسياسة شيئان منفصلان، لأن المسلمين لايفضلون شؤون الدنيا عن شؤون السماء. لقد أصبح واضحاً بأن التشريع ليس من حق الإنسان. أما إذا وضع القوانين أو ادعى بأنه يفعل ذلك، فإن علمه هذا يعد خطيئة .. إن خالق القوانين الإسلامية هو نفسه خالق الإنسان، لقد خلق الله الإنسان وفق هذه القوانين. إن القوانين الإنسانية لاتتناسب وطبيعة الإنسان. إن الإسلام نظام يصلح لكل زمان، إنه يمثل كلا من الدين والدولة. إن القرآن لم ينزل ليقرأ في القبور أو يغلق عليه في أماكن العبادة. لقد أنزل القرآن ليحكم [4]. [1] انظر: المعالم الرئيسية للأسس التاريخية لحزب السلامة الوطني، ص435. [2] انظر: الحركة الاسلامية الحديثة، د. النعيمي، ص130. [3] المصدر السابق نفسه، ص131. [4] المصدر السابق نفسه، ص132.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 484